إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 16 مارس 2011

التعديلات الدستورية وضرورة الموافقة الشعبية

بعد بضعة أيام تحتفل مصر والمصريين بعرس ديمقراطي هو الأول من نوعه منذ وجدت، فيوم السبت القادم الموافق 19 مارس 2011م، هو يوم تاريخي في حياة وتاريخ المصريين، فهو اليوم الذي سيقوم فيه المواطن بالنزول إلى صندوق الاقتراع بكل حرية ليعبر عن رأيه ويشارك في مستقبل بلده السياسي دون أن يمنعه أحد أفراد الشرطة، أو يعترض طريقه بلطجي مأجور من النظام. فاليوم الحماية من الجيش والأمن للمواطن في يوم التعبير عن الرأي، وهي مسئولية سياسية يجب أن يتحملها كل مواطن شريف، يدرك قيمة نفسه وقيمة بلد بحجم مصر في المنطقة والعالم.
اليوم أيها الأخوة الأعزاء يستطيع المواطن أن يذهب لصندوق الاقتراع وعنده من القناعة واليقين بأن صوته له قيمة، وأنه مؤثر في الوضع السياسي بعد أن تلاشى هذا الفكر منذ ولادة الجمهورية وحتى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، الأمر الذي جعل الذهاب للصندوق أمر لا يتماشى إلا مع المصالح الشخصية الضيقة لبعض المنتفعين الذين يوالون النظام بوضعه القائم على مصلحته ومصلحتهم.

إن مجرد الذهاب إلى صندوق الاقتراع بهذا التغيير الكبير في الفكر هو بداية الطريق الصحيح نحو الحرية والتقدم المنشود لبلدنا لذلك أقول لكل مقترع ذاهب إلى هذا العرس تذوق طعم الحرية والمشاركة السياسية الجادة، وشارك في صناعة مستقبلك بما تراه مناسبا للمصلحة العامة للبلد، وسواء كان اختيارك رفض أو قبول التعديلات ولكل فرد حرية الاختيار بالطبع، لابد أن أبين لك بعض الأمور التي تلتبس عليك لعلك تكون على بينة من أمرك وهي:
أولا: الدستور المعطل وإن أسقطته الثورة إلا أنه أسقط سياسيا وليس قانونيا، فالدستور هو نص مكتوب وليس فرد حي من النظام السابق حتى نرفضه بما فيه في هذه الفترة الحرجة، ولعل التعديلات الأخيرة تصب في تنظيم عملية التصويت وتفرض الإشراف القضائي عليها، وتعدل شروط اختيار رئيس الجمهورية، وتحدد مدد رئاسته وكذلك تنيط بالمحاكم الفصل في شرعية عضوية مجلس الشعب، فكل هذه التعديلات تخدم العملية الانتقالية بفعالياتها المختلفة، أما الدستور الجديد الذي يطالب به الكثير فهو سيكون بعد المرحلة الانتقالية واستقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد وليس الآن وذلك لطول فترة صياغته.
ثانيا: إن فزاعة الإخوان المسلمين التي كان يستخدمها النظام السابق بدأت في الظهور مرة أخرى على أيدي الخصوم السياسيين لهم، لذلك يجب ألا تنطلي عليك تلك المخاوف التي يسوقها الساسة المتصارعون الآن على التبوء بالمناصب في الوضع الجديد.
ثالثا: إن قصر الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد هي مصلحة للجميع، حيث أن الوضع الراهن دقيق جدا وإن بقيت هذه الحالة طويلا فإنها ستؤثر بالسلب علينا جميعا، لذلك يجب الانتقال بسرعة من هذا الوضع ولن ننتقل منه إلا بالموافقة على التعديلات، والدخول في عملية انتخاب برلمانية، ومن ثم انتخابات رئاسية، يستتب بها وضع البلاد لتعود عجلة الإنتاج وحركة السياحة كما كانت، فتقل الخسائر المترتبة على هذا الحراك، وفي المرحلة المقبلة يكون الإصلاح السياسي بتغيير الدستور متوازي مع الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي للعهد الجديد.
رابعا: لا تتأثر بديكتاتورية الثورة وتمشي مع الصوت العالي فيحركك صخبه واعلم أنه كما للثورة منجزات لا حصر لها إلا أننا يمكن أن نبالغ حتى نضيع تلك المنجزات بتمادينا وهذه هي ديكتاتورية الثورة التي لا نحب أن نراها، واعلم أن الثائر الحق هو من يثور على الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد (رحم الله شيخنا الجليل).
خامسا: الآن أتركك تذهب لصندوق الاقتراع بعد قراءة هذا المقال بخطئه وصوابه واعلم أنه إن لم يفيدك بشيء أو لم يوضح لك جزء من الصورة فانه مردود على صاحبه فأنت تعيش عصر الحرية والديمقراطية واعلم أخيرا أن مصر بين يديك أمانه فحافظ عليها.