إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 28 أبريل 2011

النيويورك تايمز في كفر شكر

النيويورك تايمز في كفر شكر
ليس من صنع البشر أن تلتقي مع من تريد أينما تريد ووقتما تحب، فالتدبير الإلهي للأحداث إما أن يمنحك قوة ومكانه ،وإما أن يقذف بك في مكان بعيد، المهم في ذلك هو أن تخلص عملك لله وتجدد نيتك للفعل الخير، وبعدها توقع دائما بعد الإخلاص والإحسان أن تكون الأفضل بفضل الله.
قصة اتحاد أبناء كفر شكر مع مجلة النيويورك تايمز بدأت من ميدان التحرير، عندما قابلتنا مراسلتها الصحفية الأستاذة/ نجوى حسان، بالميدان وقرأت لوحة الاتحاد وأعجبت بكلمته على منصة الميدان، فأبدت رغبتها بالحديث إلينا وبزيارة مدينة كفر شكر التي أكدت أنها تعرفها وتعرف بعض رموزها، فكان الترحاب جوابنا ولروبرت روث الصحفي الأمريكي وزميلته استقبالنا في يوم الأربعاء الموافق 27/4/2011م بمدينة الأحرار مدينة كفر شكر.
ولأن اللقاء كان على قدر من الأهمية، فكان الترتيب له على قدر من الأهمية وكان من الأهمية بمكان لدى جميع الأعضاء ولدى مجلس الإدارة أن يكون لقاءا دسما ومؤثرا، فتم الترتيب له جيدا وعقد اجتماع خصيصا لهذا الشأن، وكان الشباب على مستوى الحدث، فظهرت حنكتهم الحياتية ومهارتهم الحوارية، وبدا لهم من مكنونهم ما كانوا يختزلون، فأبدعوا في الحديث وقدموا الأفكار والأطاريح، وأربكوا من كان للإنجليزية فصيح، فلم يقتصر الأمر على تلقي الأسئلة بل بادلوا روبرت روث وزميلته نجوى حسان الأسئلة، فخرج اللقاء على شكل ندوة حوارية لمناقشة الأحداث الجارية وتأثيرها على العالم وعلى شعوب المتحاورين في أمريكا والشرق الأوسط.
بدأ اللقاء بترحيب الحاضرين للضيوف وقام الأستاذ/ محمد جرامون بشرح كيفية تكوين الاتحاد، وفصل خضم الأحداث التي مرت بها البلاد، وتحتم تكوين اللجان الشعبية لحماية المجتمع من الخارجين على القانون بعد الانفلات الأمني، كما ذكر المجهود الذي بذل من قبل العديد من الناس والتغير الإيجابي الذي طرأ عليهم وقت الأزمة، وتأثير تداعياتها على المجتمع المصري الذي كان على قدر المسئولية، فأظهر ذكاءه وفطنته في التعامل مع الأحداث ونبتت من بين شقوق الخوف من المجهول والذعر المتواري بين الضلوع نبتة الأحرار الذين وقفوا للظلم رجال، فصال الأمان بين الربوع وفي الطرقات جال، بفضل الله ثم بهمة هؤلاء الأبطال.
وتطرق الأستاذ/ رضوان شقران، في حديثة عن حماية الأماكن الحيوية والحساسة وكيفية التنسيق مع الأمن للتصدي للخارجين عن القانون، ومنع العديد من الجرائم وأعمال التخريب التي ما كان لها أن تتوقف إلا بفضل الله علينا وبفضل مجموعة من الشباب، الذين آثروا التصدي بأرواحهم وأجسادهم لأعمال التخريب والسلب لكي لا تعم الفوضى وينعم المجتمع بالأمن بعد الذعر الذي أصابه في تلك الأحداث العصيبة.
كما تحدث الدكتور عبد العزيز بدر عضو مجلس إدارة الاتحاد عن تجربته أثناء الأحداث وكيفية تنسيقه مع أهله بعزبة الشيخة فاطمة وكفر الشهاوي خاطر وهو بالخارج لتفادي العقبات والمشكلات التي أدركتهم، وشرح كيف انه كان على اتصال دائم معهم حتى رجوعه من ليبيا في أوج الثورة وانضمامه للثوار بميدان التحرير في جمعة الشكر في حضرة الشيخ يوسف القرضاوي ليكون أحد الذين صنعوا الحدث وأحد المشاركين في ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وتحدث الدكتور عبد الباقي السيد عضو مجلس الإدارة بالاتحاد وكذلك بائتلاف أبناء المنشاة الصغرى، ليروي لنا معايشته ومعاصرته للأحداث بلغة المؤرخ، الذي تناول بالشرح والتفصيل الدقيق لما جرى من أحداث. كيف لا وهو من المؤرخين الذين سيكون لهم بصمات في كتابة وتأريخ تلك الأحداث وسنرى قريبا احد مؤلفاته عن الثورة وأحداثها، لذلك فكان حديث الدكتور يحكي عن النظرة العامة للأحداث على المستوى القطري، والنظرة الخاصة من خلال قرية المنشاة الصغرى وما دار بها وكيفية تكوين إئتلافها الحامي لها والمدافع عنها بعد الله عز وجل، ودوره في ضبط الأسعار والتصدي للمخربين واللصوص الأشرار.
كما تحدث الأستاذ/ السيد يوسف عن مشكلات كفر شكر الأمنية بعد الثورة وكيفية التغلب عليها، وأشار إلى الدور الإيجابي الذي لعبه المواطن ليعم الأمن، وكيفية تعامله مع رجل الشرطة في ظل الوضع الجديد والتغيرات التي طرأت على العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن، كما تطرق بحديثه إلى الدور التوعوي الذي سيلعبه الاتحاد في تعريف الناس بحقوقهم السياسية والقانونية من خلال لجان الاتحاد وأعضائها.
ثم يدور بنا الحديث ويأخذنا حماسه وتشعبه ليدعنا مع طرائفه وعجائبه فيتحدث الأستاذ/ أيمن حمدي صاحب الغرائب والطرائف أثناء الأحداث الساخنة وفي ذروتها، فمقابلته لأخيه بميدان التحرير لم تكن آخر الصدف بل هي أولها، ومن خوفه على أخيه وخوف أخيه عليه اتفقا على مغادرة الميدان وعندما اشتد الضرب افترقا في هذا المكان الشاسع ليتقابلا ثانية في مكان آخر عند أحد مداخل الميدان وهي من المفارقات العجيبة التي تشعرك بمدى الحس العالي بين الإخوة، ومن مفارقاته أيضا أنه أثناء تواجده في الميدان في أولى أيام الثورة، قام أبوه بالذهاب للميدان للبحث عنه فقابله هو وأخوه في الميدان وهذه من أشد الصدف والعجائب والغرائب التي سمعناها في أيام الغضب.
وأخيرا يلتحق باللقاء العميد/ حلمي الشهبه ليتناول دور القوات المسلحة في ارساء الأمن على المستوى الوطني عامة وعلى مستوى مدينة كفر شكر خاصة، ودور اللجان الشعبية في تأمين مداخل كفر شكر وشوارعها، والدور الإيجابي الذي تم على مستوى المسئولين بالجيش والشرطة ومجلس المدينة في التعاون مع تلك اللجان لتأمين المباني الحيوية والحساسة.
وفي دور تبادلي وبحس إعلامي قام الحاضرون بطرح عدد من التساؤلات على الصحفي روبرت روث فسألوا عن دور المؤسسات الأمريكية في إنجاح الأنظمة الأمريكية والنهوض بالدولة كدولة مؤسسات، وسألوا أيضا عن عدد من القضايا الدولية كالاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق، وعن النظرة السلبية من المجتمع الأمريكي لشعوب المنطقة ودور الإعلام الأمريكي في رسم الصورة الذهنية السيئة لمجتمعات الشرق الأوسط، وإلصاق العنف والإرهاب بها، وماذا قدم هو كعضو في المؤسسة الإعلامية الأمريكية لإظهار الصورة الحقيقية لهذه المجتمعات، حيث أنه مراسل لمجلة النيويورك تايمز في القاهرة وعدد من الدولة العربية، ويقيم بشكل شبه دائم في تلك الدول، ويعرف طبيعة شعوبها ومدى حبهم واحترامهم للشعوب الأخرى. وكانت مفاجأة اللقاء اعتراف روث بتقصير الإعلام الأمريكي وعدم التزامه بإظهار طبيعة مجتمعات الشرق الأوسط، كما تطرق روث في حديثة عن احترامه الشخصي للذين قاموا بالثورة ومدى ذهوله من تداعيات الأحداث، حيث أنه كان شاهد عيان على انتخابات مجلس الشعب في نوفمبر الماضي، وقد رأى مدى الإحباط واليأس والشعور بالظلم أثناء هذه الانتخابات، فكانت أحداث الثورة تدور أمامه كالخيال أو كنوع من الإلهام الذي حدثته به نفسه يوما أن يجد ردة فعل لهذا الشعب أو يجد من يقوم برفع هذا الظلم، لذلك فهو يقف احتراما لهذا الشعب الذي طبق مقولة الرئيس الأمريكي أوباما (changing)في أيام قلائل دون عنف أو تخريب وأظهر أنه شعب صاحب حضارة وموروث ثقافي وحضاري مميز، فالمقولة طرحت في واشنطن على لسان أوباما في الانتخابات الأمريكية الأخيرة وتلقفها وطبقها الشعب المصري هنا في القاهرة، وهذا سر من أسرار هذا الشعب العظيم.
اختتم اللقاء بالتقاط بعض الصور التذكارية والقيام بجولة لزيارة بعض معالم المدينة وتم توديع الضيوف على وعد بلقاء آخر في مناسبة أخرى عديدة.
إن الثورة المصرية جديرة بأن تظهر مدى جسارة هذا الشعب ورباطه، وأن تثبت أنه رقم صعب أمام كل طامع أو مستبد، وأمام كل من لا يبالي بصبر وعنفوان هذا الشعب، فيا أيتها الأم الثكلى ويا أيها الأب المكلوم، يا آباء الشهداء وأمهاتهم، لاتحزنوا على شهدائنا يا والدا الشهيد/ محمود كعيب، إن اتحاد أبناء كفر شكر هو نبتة أرض كفر شكر التي رواها دم الشهيد، فأثمرت رجالا أحرارا من النخبة أخذوا على عاتقهم خدمة هذا البلد ورقيه وتطوره، وسيعملون على وأد كل فكر مخرب أو سلوك ضار، وسيبترون يد الفساد وسيقومون على نشر الفكر والفن والثقافة والعلم، وذلك بمساعدتكم ودعمكم.
 فابشروا فالآن أصبح لكم من الأبناء من له رأي ورؤية تساعدكم على بناء مستقبلكم، وتكون لبنة من لبنات بنائكم، لن يمنعهم من تأدية دورهم النهضوي والأخذ بأيديكم في العبور إلى الغد إلا اليقين، ولن يقف في طريق تنميتهم إلا كل أفاك أثيم، فانعموا باستنشاق نسيم الحرية، واسعدوا بطلوع فجر ربيع الأمم العربية، وافرحوا فقد أنبتت الثورة جيلا سيكون بحول الله أول أجيال الفتح المبين.