إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 ديسمبر 2010

الأهلي والوطني، (قواسم مشتركة)


النادي الأهلي والحزب الوطني تجمع بينهم عدة قواسم مشتركة سألخصها بنهاية هذا المقال (وربنا يجعل كلامنا خفيف عليكم).
بداية، قامت الدنيا ومازالت. عندما تعادل نادي القرن في عدة مباريات متتاليات، أنقصت من رصيده من النقاط، فأصبح وضع النادي في شتات، فقام بإقالة البدري وميهوب، وعيين عبد الشافي وعبد الحفيظ.
 ما أثار حفيظتي هنا ليس عدد التعادلات أو قلة النقاط، ولكن تلاحظ حالة من التربص والتشنج، وكأن قيامة الدوري ستقوم لو لم يحصل الأهلي على الدوري هذا العام كعادة باقي الأعوام، وقد لاحظت بعض القواسم المشتركة بين النادي الأهلي والحزب الوطني، الذي نجح في الانتخابات الأخيرة بأغلبية ساحقة منها:
أولا: النادي الأهلي نادي القرن، حيث تأسس عام 1907م، منذ أكثر من قرن أما الحزب الوطني فأسسه مصطفى كامل (1874 - 1908م). وهي خاصية مشتركة بينها، لا ينازعهما فيها أحد من الأندية أو الأحزاب حتى الآن.
ثانيا: حصل النادي الأهلي على درع الدوري المصري خمسة وثلاثون مرة (35)، وكذلك الحزب الوطني مستمر في قاعة البرلمان المصري منذ إعادة الزعيم الراحل (أنور السادات – يرحمه الله-) فتح أبواب الحزب، وترأسه له عام 1976م، وباعتبار أن عام 2011 هو عام استمرار نجاح الحزب، يصبح العدد مساوي لعدد حصول الأهلي على الدرع (نرجو أن تتركوه هذا العام حتى يتساوى النادي والحزب في عدد السنوات).
ثالثاً: يضم النادي الأهلي كل لاعب برز وسطع نجمه من الأندية الأخرى وكانت هذه الظاهرة في أوجها في عهد المانويل السابق جوزيه، وكذلك الحزب، يضم إليه أي عضو مستقل ينجح بالمجلس، وكانت هذه الظاهرة في أوجها في انتخابات عام 2000م. عندما ضم الحزب العشرات من المستقلين لتحقيق الأغلبية بالمجلس.
رابعاً: (الهيبة والرهبة) إحساس يسيطر على كل الأندية المنافسة للنادي الأهلي، بدءاً من الفراشين والفنيين واللاعبين وحتى الأجهزة الفنية، بل من المفارقة أن تجد بعضهم ممن ينتمون لتلك الأندية يشجع النادي الأهلي، وكذلك الحزب الوطني يشعر منافسوه بالرهبة منه ودائما ما يحسبون له ألف حساب، بل منهم من يناصر الحزب، وذلك ما فعله مرشح الحزب الناصري في انتخابات الرئاسة عام 2006م. المشكلة ليست في إحساس الهيبة والرهبة من الأندية، فقد تكون هذه ظاهرة صحية أحياناً. المشكلة في هذا الإحساس الذي يتسرب للحكام واتحاد الكرة، والمجلس الأعلى، فسطوة الفريق تسيطر على الكل ولازم وحتما ولابد الحصول على الدوري.
خامساً وأخيراً: مناصري الفريق هم أكثر عددا من مشجعي الأندية الأخرى، بل هم السواد الأعظم وهذه حقيقة، وكذلك الحزب عدد مناصريه بالنسبة للأحزاب الأخرى كبير حيث أن تلك الأحزاب ليس لها شعبية أصلاً، ولكن الأغلبية الصامتة تمنحه مناصرة السواد الأعظم من الشعب المصري كله.
وأنا أناشد تلك الجماهير وأقول لهم:(عشان خاطري ورب النبي سيبونا السنة دي ناخد الدوري حرام عليكو، العيال الزملكوية اتعقدوا شوفوا احساسكوا في الكام أسبوع الاخارى، هو ده إحساسهم من ست سنين، أبوس رجليكوا واحد واحد ما تأثروش على الحكام، وكل الجهزة المعنية، وغمضوا عنيكوا شويه عشان الرهبة تروح والحكام تحكم من غير خوف، ماشي. السنة دي بس، عشان الزمالك ياخد الدوري مرة من نفسه بقى)
إمضاء واحد مش متعصب
     

الخميس، 23 ديسمبر 2010

الكتف القانوني في ملاعب الساسة



نرى في ملاعب كرة القدم اللاعب قوي البنية عريض المنكبين مفتول عضلات الذراعين واسع الصدر (مشرأب الفلنكات شلولخ)، إلى آخر الصفات التي تمنحه جسدا قويا قادرا على المواجهة. وربما تكون أحلامه أحلام العصافير، نراه يتباهى بها في مواجهه هزيلي البنية من اللاعبين الآخرين الذين ينظر إليهم من عل قبل التباري. هذه الصفات تمكنه وتأهله إلى أن يكون صلبا متمترسا في منطقته التي يدافع عنها بكل جسارة. وقد يكون وصل إلى تلك المكان في الملعب، والمكانة داخل ناديه بكثير من القرابين والقربات، التي قدمها من أجل التواجد في تلك المكان الذي يتعامل فيه بمنطق قانون القوة. أما قانون اللعبة فلا يفقه منه إلا ما قد يتوافق مع مؤهلاته. فتجده يعلم جيدا تفاصيل بند الكتف القانوني بحذافيرها فهو لا يطبق من القانون إلا ما شابه هذا البند الذي يتفق مع سماته.
فعندما يقابل هذا اللاعب خصما ذكيا ذو لياقة وطموح، تتعدى مهاراته كل مؤهلات القوة البدنية التي لا تسعفه مع هذا الخصم الماهر (حتى ولو بدى هزيلا ضعيف البنيان في نظره)، وعندما لا تفلح كل محاولاته لإيقاف خصمه، تجده يتعامل معه بالمنطق الذي استغل فيه ثغرات القانون من أجله، فيبدأ بالتعامل مع الخصم بأسلوب الكتف القانوني.
الكتف القانوني يا ساده هو منطق القوة الذي لا يستطيع القانون أن يوقفه أو يحد من صلاحياته فهو مصرح به لمن يمتلكون القوة فقط .لذا يقوم لاعبنا القوي في هذا المشهد بوخز خصمه كتفا (يطلق عليه مجازاً قانونياً). يرميه به خارج الملعب. بل يجعله غير صالح للعب مرة أخرى، بعد أن يظهر على وجهه وملابسة اللون الأخضر نتيجة الاحتكاك الشديد بأرض المعركة (أقصد أرض الملعب). وبعدها يرى آثار الضربة الحكم واللاعبين والجمهور بامتعاض شديد وتعجب دون النبس ببنت شفة أحدهم. لماذا؟ إنه القانون يا سادة. هل يستطيع أحد مواجهة هذا القانون أو تغييره للأسف لا؟ هل يغير الأغلبية ما وضعه الأقلية؟ للأسف لا. هذا هو الكتف القانوني.
اللاعبين السياسيين يستخدمون هذا المنطق مثلما استخدمه أخينا لاعب الكتف القانوني، فمعظمهم يدخلون الملعب السياسي دون مؤهلات لتصحيح قوانين تلك الملعب. بل لا يحفظون من القانون إلا ما يتوافق مع منطقهم وأهوائهم. وصفات القوة لديهم ليست ذاتية كصفات لاعب الكتف القانوني، فالأخير وهبه الله تلك القوة فعمل على توظيفها بما يتوافق ومجال عمله، أما هم فقوتهم ممنوحة من غيرهم، وهي ملحقه بما اكتسبوه من امتيازات المنصب فقوة اللاعب السياسي تقاس بعدد الحراس الشخصيين، وبكم الأسلحة المرخصة، وعدد كلاب الحراسة (أعزكم الله) في قصره، وعدد رجال حاشيته التي تهتف له وتزود عنه تأوهات أصحاب الحقوق (الهزيلين).
اللاعبون السياسيون يستغلون الكتف القانوني السياسي بما يتوافق مع مصالحهم، ويستعملونه ضد من هو أمهر منهم سياسياً، ولديه من المقومات ما يجعله يسحب البساط السياسي الأحمر من تحت أقدامهم. وهنا يتفتق الحلم من أدمغة العصافير لتحرك آلة أجسادهم القوية، مستعينة بصلاحيات وامتيازات التسليح الإضافي لمواجهة الخصم، الذي ظن يوماً أنه ماهر لتردعه وترهبه. بل تجعله ينسحب من الملعب نهائيا.
أمثلة الكتف القانوني في حياتنا كثيرة فالطوارئ كتف قانوني من الحكومة تضرب به الشعب كل عامين وعندما يتهيأ الشعب لنزول الملعب مرة أخرى تضربه مرة أخرى فيجد نفسه خارج الملعب لعامين آخرين (قانون الطوارئ)، بيع أراضي الدولة لما يطلق عليهم مستثمرين ورجال أعمال كتف قانوني (قانون الاستثمار)، استغلال النواب امتياز العلاج على نفقة الدول كتف قانوني (قانون العلاج على نفقة الدولة)، تمرير القوانين رغم الاحتجاجات والملاحظات عليها كتف قانوني (من الحزب الوطني إلى الأغلبية الصامتة). رفع الحصانة عن عضو مجلس الشعب يوم الجمعة ومحاكمته كتف قانوني (ضد الساسة من الخصوم). الأكتاف القانونية لدينا أصبحت كثيرة ومتشعبة. فهل نجد يوماً من يصحح القوانين ويسد ثغراتها ويمحو عوارها. حتى لا نجد كل يوم كتفا قانونيا نضرب به ونقذف به خارج الملعب.
(نشأت النادي27/يونيو 2010م)

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

تدني الإنتاجية المصرية


هل ترى اليوم فلاحاً يخرج بعد الفجر ليذهب إلى حقله؟، هل ترى اليوم حرفياً أو فنياً يبادر للعمل باكرا؟، هل بحثت في مخيلتك عن صور قديمة (لست قامت تعجن في الفجرية، والديك "بيدن كوكو كوكو" وهل رأيت الصنايعية وهم على باب الله؟، ويدعون أن يجعل الله صباحهم صباح خير لهم وللأسطة عطية). هل وجدت تلك الصورة في عصرنا الآن، أم اندثرت مع تسارع الأحداث وتغير الزمن؟.
لماذا أذكرك بهذه المقدمة التي تحمل في طياتها عبق التاريخ القريب؟ لأننا وجدنا تلك الصورة راسخة وحاضرة في زمن لا زالت فحواه في المكان، واثر عبقه يحوم، إلا أن الوضع الآن تغير تغيرا لافتاً حتى كادت تندثر تلك الصورة.
اليوم الفلاح لابد أن يسهر أمام الشاشة ليتابع آخر المستجدات على الساحة الإخبارية والسياسية والفنية والرياضية، كل فيما يحب ويهوى، وتجد ربة المنزل لا تفوت حلقة من مسلسل أذيع عرضه الأول في الشهر الفضيل، ويتم استنساخه مرات عديدة وأزمنة مديدة، حتى يدرك الجمهور ما به من حيل ومقولات جديدة للتعامل بها في المجتمع، وكذلك ليتشبع الجمهور بكمية العري الفاضح والأنماط الغريبة على المجتمع، وأيضا ليتشبع إعلانياً بإعلانات تزيد من تغير نمط الحياة وتحول الكماليات إلى ضروريات.
الصنايعية اليوم لا يذهبون إلى أعمالهم إلا في التاسعة صباحاً ولا يهمهم الإتقان بقدر ما يهمهم الشاي والدخان . كل ذلك أتى علينا من تغير نمط الحياة، الذي لم ننجح في التعامل معه وتحويله إلى نعمه وليس إلى نقمه كما نرى.
المجتمع الغربي الذي جئنا منه بالعديد من تلك التكنولوجيا التي غيرت وجه الحياة تراه ملتزماً منتجاً بأقصى طاقته، فلو نزلت للمجتمع الألماني فستجد الشوارع خالية في الثامنة صباحاً لأن الجميع ذهب لعمله مبكراً، وكذلك ساعات العمل مقدسة ولا يتم تآكلها بأشياء تمنع الإنتاج أو تقلل منه، و الإتقان في العمل والإدارة الجيدة هو ديدنهم ، وهناك سبباً آخر يساعدهم على ذلك وهو الاعتماد على الميكنة في كل شيء فهي تزيد الإنتاج وتوفر الوقت والجهد. هذه هي أهم أسباب تلك الطفرة التي يتمتع بها معظم مجتمع أوربا وأمريكا واليابان والصين فالكل يعيش على نفس النمط تقريباً.
اليوم ينقصنا العديد من الآلات والمعدات الحديثة التي تساعد على غزارة الإنتاج فارتفاع أسعار الجمارك والضرائب يمنع دخولها ويظل الوضع على قديمه.
وتنقصنا روح المشروع القومي وروح التحدي. كما تتآكل البركة بيننا بغلاء الأسعار وتدني الأجور وزيادة التضخم.
اتجهنا إلى الاقتصاد الخدمي الذي يعتمد على عوامل متذبذبة كالتعامل في البوصات والسياحة التي تضرب كل فترة بقصد وبدون قصد، وتركنا الاقتصاد الإنتاجي الذي يعتمد على المشروعات الصغيرة التي تنتج كافة احتياجاتنا الزراعية والصناعية واتجهنا للهث وراء العملة الصعبة عن طريق خدمات موسمية لنوفي وارداتنا من المواد الغذائية والصناعية، تركنا الابتكار والتخطيط والإدارة وجلبنا الأجنبي ليستثمر ويسخر ويعبد الأيدي العاملة المصرية ويتحكم فيها بدراهم معدودات.
نحن نتفوق على الغرب في كثير من العوامل التي تجعلنا أفضل فطقسنا مستقر طول العام ولا يوجد ثلوج أو عواصف أو فيضانات تشل الحياة، لدينا عقولا محترمة تفكر وتخطط بكل ايجابية ونجاح، ولدينا تعداد سكاني رهيب يساعدنا على تنمية المشروعات التي تتطلب أيدي عاملة بكثرة، لدينا صلاة فجر وقرآن ورسول كريم يحضونا على القيام مبكرا لأنه الوقت الذي تشهد الملائكة قيامه وقرآنه، وتوزع فيه الأرزاق، وكذلك فالبركة بالبكور، فهل نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما نحن فيه.
(نشأت النادي 20/12/2010م.)

مصريُ سابقاً



تتردد بذهني كثيراً في هذه الأيام مقولة الزعيم الراحل/ مصطفى كامل،
"لو لم أكن مصريا، لوددت أن أكون مصرياً". ومدى وجودها في عالمنا اليوم، وهل أصبحت شيئا من التراث في عصر لم يعد فيه العالم كما كان من قبل؟.
وهنا أطرح سؤلا آخر للقارئ الكريم وأقول: هل وضعت يوما تحت إدارة مديراً مصرياً سابقاً، تخلى عن جنسيته المصرية في مقابل الحصول على جنسية البلد الذي يعمل فيه؟ وهل انتابتك بعض الأحاسيس التي أحسستها أنا في وضعي هذا؟
وتوفيراً للوقت وادخاراً لتفكير قد لا يعنيك كثيراً قارئنا الحبيب إليك الإجابة:
طبعاً لا شك أن الإدارة هي الإدارة، والقوانين هي القوانين، لا تعرف الأحاسيس والمشاعر أو العلاقات الإنسانية بين الرئيس والمرؤوس، وبما أنك في موضع يتطلب منك واجبات، ويضمن لك حقوق، فلابد من تأدية العمل بإتقان وحرفية، أيا كان صاحب العمل.
لكن المحير في الأمر أن تجد أمامك شخصية مركبة بها الكثير من الألغاز، فهي تربت وترعرعت في بيئتك المصرية التي تعرفها بلهجتها وعاداتها وتقاليدها المحلية، ثم اختارت هذه الشخصية هجر تلك البيئة والتصرف في بيئة أخرى بنمط جديد مغاير لما شبت عليه، وبما أنك تحت إدارتها في البيئة الجديدة، تعاملك هذه الشخصية بنوع من التلون والتقلب الذي يحيرك كثيراً.
فالمصري السابق يتعايش مع البيئة الجديدة بكل السبل، ويحاول اكتساب مهارات وخبرات وأنماط حياة للتعامل مع مجتمع جنسيته الجديدة، وهو في نفس الوقت لا ينسى كثيراً مما اكتسبه في بلده الأصلي، وهنا تأتي المعضلة حيث أنه يتعامل معك كمصرياً مغتربا في بلده الجديد، فترى من المتضادات ما يذهلك، فعندما يتحدث معك على انفراد يحدث باللهجة المصرية الخالصة، وإذا قاطعه الهاتف أثناء حديثكما رد على الهاتف باللهجة الركيكة المكتسبة من بلد المهجر، أحيانا يقربك منه عند شعوره ببعض الحنين لبلده الأم، وكثيرا ما يبعدك عنه حين ترى بني جنسيته الجديدة ملتفين حوله، تجده يبذل الغث والثمين في سبيل رضى القوم عنه، حتى لو كان ذلك على حساب بني جنسيته السابقين، والمغتربين معهم من الجنسيات الأخرى، تفرض عليه الحياة الجديدة مواقف متباينة، ما بين الواقع والخيال، والرفض والقبول، والحزم والعطف، والشدة واللين، وكل ذلك لا يغني ولا يرضي بني جنسيته السابقة، ولا بني جنسيته الحالية، فالشعور بالنبذ موجود بين القدامى والجدد، وشعوره المتباين كثيراً ما يؤرقه ويزعجه، وتبقى العنصرية في النهاية هي سيدة الموقف لمنسوبي كل الجنسيات.
الموقف يؤصل لأشياء كثيرة منها عدم صلاحية تلك المقولة التي طرحها الزعيم مصطفى كامل، على الأقل في الوقت الحالي. كما يطرح العديد من التساؤلات حول عدد كبير من العلماء المصريين الذين تخلوا عن جنسيتهم المصرية مقابل حصولهم على جنسية جديدة أو الذين اكتسبوا جنسية جديدة بجانب جنسيتهم المصرية وذلك حسب قوانين كل بلد للحصول على جنسيته، ويذكرني الموقف بالدكتور/ أحمد زويل، والدكتور/ أسامة الباز، والدكتور/ يوسف القرضاوي، والدكتور/ محمد البرادعي، والكثير الكثير من العلماء والاقتصاديين ورجال الأعمال بل وحتى بعض الفانيين ولاعبي كرة القدم والعديد من أبناء الصفوة المصرية.
فهل أصبحت بلدنا طاردة للأبناء وهل هذا الوضع يتسبب فيه المكان والزمان؟
وهل هانت علينا بلدنا وهنا عليها؟، أم أن هذا هو الفكر الجديد في عصر السماوات المفتوحة والعولمة؟
من كان لديه الإجابة فليأتني بها على عجل حتى أفسر ما يحدث معي الآن هنا أيها القراء المحترمين.
دمتم بخير
(نشأت النادي – جدة- 20/12/2010م.)


يحسبون أنهم يحسنون صنعا





على ذكر خبر استعداد فنانة استعراضية بتصوير عدد من الكليبات الجديدة في عدد من المدن السياحية، وذلك للترويج للسياحة المصرية، وكدعاية فنية لمصر في الخارج، وفي نفس الوقت تكون دروسا عملية للمحاضرات التي تلقيها في الخارج لعشاق فن الرقص الشرقي، والتي أكدت أن كل كليب من الكليبات الخمسة سيكون عبارة عن لوحة استعراضية، تصورها في عدد من المدن السياحية كالغردقة، وشرم الشيخ، والإسكندرية، "لأنها ضد أن يصور الفنانون أعمالهم خارج مصر خاصة إذا كان الأمر لا يحتاج لذلك".
أقول هذا ما جنيناه من هؤلاء القوم ما جنينا إلا كآبه المنظر، وتشويه السمعة، وسوء المنقلب، والانحدار الأخلاقي والثقافي، بل وحتى الحضاري. وهنا أتذكر جيدا موقفاً كان صريحاً من اقرب الناس إلينا وهم "الأشقاء الجزائريين" عندما وقعت الأزمة بيننا وبينهم كان لسان حالهم يقول (أنتم بلد الفنانة كذا والفنانة كذا) فبتنا نعاير بهذه الفئة التي مرقت في أعمال لم نجني منها إلا كل خبيث.  الآن أصبح حالنا يرثى له بعد أن أصبحنا في ذيل الأمم والشعوب، لم نعد وجهة التعليم والعلم والثقافة والحضارة كما كان من قبل، ولم نعد وجهة النضال والمواجهة والتقدم والتطور، لم يعد لدينا وزن على الصعيد السياسي والاقتصادي والديني، بعد أن أصبحنا وجهة العراة والمنحلين والمهربين والمفسدين، أصبحنا بلاد المهرجانات الماجنة والعروض القبيحة لقلة من المنتفعين، الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
اليوم نعرف بالعشوائيات وبالكوارث، التي أصبحنا لا نسمع بها في كثير من الدول الإفريقية المعدومة، أصبحنا نعرف بالإضرابات والمظاهرات وبالهجرات غير الشرعية وبالتحرش الجنسي والبلطجية، أصبحنا نعرف بتزوير الانتخابات والغش في الامتحانات، أصبحنا وللأسف بلد تعليم الرقص الشرقي بلا منازع.
اليوم نبذ فريق من الذين يدعون الفن، فكر وأخلاق الأمة، هجروا عادات وتقاليد وقيم مجتمعهم، عاشوا حياة الترف والغلو المادي، صور لهم خيالهم أنهم يتحدثون باسم هذه البلد، وأنهم بهذه الأعمال التي يقومون بها يسوقون لبلد لا تنفع معها تلك البضاعة، لذلك نقول لهم:
بالله عليكم، كفاكم تحدثا باسمنا وباسم مصر، أنتم لا تمثلون إلا أنفسكم ولا تمثلون إلا عليها وعلى قلة من معجبيكم، اتركوا عنكم صورة مصر وما تحدثونه لها من تغيير، اتركوا عروضكم الترويجية، التي أخلت بموازين التقدم والرقي والسمو الفكري والأخلاقي، دعوا مصر وأهلها فهي لا تحتاج إلى حسن صنيعكم المخيل إليكم، لا تشيعوا الفاحشة في الذين آمنوا، حتى لا تكون أعمالكم عليكم حسرات في يوم لا ينفع فيه الندم.
لا تهلكونا بأعمالكم أيها المترفين ولا تشذوا فتهلكون ونهلك معكم في فتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة بل تأتي على الكل لا تفرق ولا تبقي، واعلموا أنكم بوضعكم الحالي في عصر التكنولوجيا بتم في وضع يتخذ فيه الناس منكم القدوة والمثل فلا تكونوا قدوة سيئة ولا مثلاً شاذا، فتحملون أوزاراً وأوزاراً مع أوزاركم.
وفي الختام أسأل الله لنا وللجميع الهداية وألا يهلكنا بما فعل السفهاء منا.