إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 5 فبراير 2011

هب يا شعب الإباء

هب يا شعب الإباء، وارفع كنانتنا للسماء
أعد لها قدرها، فإنها في المفرق تاج العلاء
صاحبة التاريخ، حامية الأمة، مقبرة الأعداء
امحو ماضي الذل، واطمس ثقافة الإصغاء
اجعل خوف العدو يؤرقهم، ويحرك الأحشاء
هب يا شعب الإباء
خلصها من خفافيش الظلام، ومصاصي الدماء
من لصوص العرق، والمرتزقة وقاتلي الشرفاء
سجل يا زمان العز، في القلب قائمة الشهداء
من ضحى وقدم للعزة روحه، وأمكن للضعفاء
فظهروا بعدما تلاشى وجودهم، بما فعله الدهماء
هب يا شعب الإباء
انهض أمامك كثير العمل، فإنك شعب كريم
معارك الأمة بساعديك أمل، وليسألوا حطين
فإنك على مر الأذل، لم تكن شعبا مستكين
يشهد لك التاريخ أجل، والأنبياء والمرسلين
تكالبت عليك كل النحل، وآخرها بفلسطين
هب يا شعب الإباء
انفض خبثك ممن بلطج ودمر، فإنه بفعله مهين
ومن أهل فحش عربدوا، واشتروا دنيا بدين
وقادة للأمن نقضوا عهودهم، وروعوا الآمنين
من أهل مال تسلطوا، تقاسموا خيرك والغاصبين
 وكل إمعة وذنب تملق، رغبا ورهبا من المتكبرين
هب يا شعب الإباء
صن كرامة ولي أمر، ولا تشمت بنا كل كفور
واصفح له عما مضى، عسى أن يغفر لك الغفور  
لا تخرجنه من أرضه مطأطأ، وتذكر لحظة العبور
وتقرب إلى الله بحسن خلق، فإنها أعمال لن تبور
وراحم عزيز قوم، ولا تفعل ما فعله أهل الثغور
هب يا شعب الإباء
أعد إعمار بلاد مصر، بالحق والعدل والحضارة
وادعو الله رفع البلاء فإنه بالذنوب وحله إشارة
وتب إلى الله واستغفره لتقوم أمة وتأتينا البشارة
تحمل صعاب الوقت فإنك جسور صاحب مهارة
تهادى إلى طريق النور فأنت شعب صاحب حضارة











 






الجمعة، 4 فبراير 2011

قوات الأمن الغذائي

قوات الأمن الغذائي
تخرج علينا تقارير صحفية بين الحين والآخر تذكر بأن عدد قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية يربو على المليون ومائتي ألف مجند.
 ولقد كان لهذه القوة الكبيرة دور مؤثر وقد كانت حاجز في كبير في منع الهبات والاحتجاجات الشعبية، وأجهضت الكثير من تحركات الحشود التي تشكلت كقوى وحركات معارضة كانت تطالب بمطالب شرعية وتغييرات فكرية لسلوك النظام، فكانت هذه القوات درع النظام التي ساهمت في حماية سياسته، وهي القوة التي سخرها النظام لعمل مسافة فاصلة بينه وبين معارضيه، أو هي القوة التي اعتمد عليها لحل مشكلاته السياسية.
وكأي مصري أتساءل عن دور هذه القوات وعن هذا الحجم المبالغ فيه، فهذه القوة البشرية قوة جبارة نستطيع تسخيرها في أشياء أفضل من هذه الأعمال التي تستخدم ضد الحراك السياسي الصحي، الذي يفضي إلى تقويم القرار السياسي وتعديل مساره على الطريق الصحيح للدولة الديمقراطية.
وكأي مصري يحب بلده ويفكر ويقترح من أجل حلول تساعد على تطور وتقدم هذه البلد الآمنة العزيزة على قلوبنا، فكرت في اقتراح يقوم بتسخير هذه القوة البشرية الهائلة الغنية بالطاقة والحيوية في إنشاء مشروعات تخدم البلد وتساعد على سد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج الزراعي والصناعي للشعب المصري، فلو استقام النظام السياسي وأصبح نظاماً ديمقراطياً يشرك المعارضة في صناعة القرار ويقوم على أسس شرعية ودستورية يختارها الشعب، فلن تكون له حاجة لمثل هذه القوة الجرارة ويمكن استغلالها في مشروعات تنمية زراعية توفر الأمن الغذائي للشعب المصري الذي يستورد نصف حاجاته الغذائية.
الاقتراح عبارة عن إنشاء مستعمرات صحراوية لتلك الأعداد الكبيرة من القوات، ويعتمد على قدر كبير منها، (ليكن ثلثيها أو ثلاثة أرباعها) فيتم بناء كامبات ومخيمات لتلك القوات في مناطق صحراوية صالحة للزراعة تقوم على زراعة القمح والشعير باستخدام التنقيط والرش والاعتماد أيضا على مياه الأمطار، وتكون لتلك القوات إدارة خاصة داخل وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع، وتخصص لها معدات خاصة بها كسيارات صهاريج المياه، وسيارات نقل للبضائع وآلات زراعية وجرارات ومعدات تستخدم في تلك العملية التي يمكن أن نكتفي بها ذاتياً من بعض السلع الإستراتيجية المهمة التي ستوفر علينا مليارات الدولارات. كما يمكن تطوير هذا المشروع فيما بعد بشق خطوط لأنابيب المياه بقطر لا يقل عن متر ترفع بمضخات من النيل لتغذية هذه المشروعات ويمكن بعد ذلك إنشاء قرى صغيرة تضم ورش وأعمال حرفية يدرب عليها هؤلاء الشباب الذين يمتهن البعض منهم بمهن أخرى غير الزراعة. ومثل هذه المشروعات  ستجعل كلمتنا من رأسنا لأننا حينها سنكون قد أكلنا من فأسنا.    




الخميس، 3 فبراير 2011

مراكز القوى مسمار في نعش نظم الحكم المصرية

ما يجري على الأرض الآن من أحداث جسام تشهدها العظيمة مصر، ما هي إلا نتيجة لتكرار أخطاء لأنظمة سابقة، كررها النظام الحالي ومرت عليه هذه الأخطاء دون أن يأخذ منها عبرة وعظة لما حدث لنا في الماضي.
إن الزمن يعيد نفسه، فلو عدنا بالذاكرة قليلا إلى الوراء لوجدنا أن أسباب ما نعانيه الآن قد حدثت في الماضي، لكن الفكر بين القادة يختلف في إزالة تلك الأسباب وتلاشي نتائجها السيئة على المديات القريبة والبعيدة، فالرئيس الراحل أنور السادات تولى نظام الحكم في مصر في ظروف سيئة للغاية، فكان هناك جزء عزيز من الوطن محتل باحتلال غاشم يقف من ورائه قوى كثيرة تريد زرعه في قلبنا لإزاحته عن دولها وإراحة نفسها من صداع اسمه اليهود. كما أننا في ذلك الوقت نعاني من ترهل اقتصادي واجتماعي نتيجة هذا الاحتلال، ورغم كل تلك الأسباب التي تدفعنا لأن نكون قوة واحدة نبتعد عن المصالح الشخصية الضيقة ونبتعد عن فكر الأنا، فقد وجد الرئيس نفسه عند توليه للمنصب محاطاً بالعديد من الرجال الذين تقوقعوا على مراكزهم وجعلوا منها قوة ضاربة لكل من يخالف سياستهم، وسخروا هذه المراكز لخدمة مصالحهم الشخصية والخاصة دون النظر إلى وضع البلد وما تمر به من مواقف دقيقة وحساسة.
مراكز القوى التي اصطدم بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات (رحمه الله) كانت قد تكونت وتغلغلت داخل النظام السابق للرئيس الراحل جمال عبد الناصر (رحمه الله) الذي أحيط ببعض الرجال الذين لم يؤدوا الأمانة ولم ينقلوا له الصورة الصحيحة التي تعكس ما يدور من حوله، وعندما نبحث عن الأسباب التي أدت إلى هذا التكوين لمراكز القوى نجدها تنحصر في البيروقراطية واستغلال ثغرات القانون وعدم تداول السلطة، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الأخطاء وسد الثغرات التي تدين هذه القيادات وتعاون المرتزقة والمتسلقين معهم على حساب الشعب المظلوم، فتتوحش تلك المراكز التي تسيطر على مقدرات ومصير الناس.
إن القائد الذي لم يحسم أمر تلك المراكز مبكرا منذ البداية يعطيها الفرصة لأن تمتلك زمام الأمور وتتولى القيادة ثم تورط القائد في العديد من الأخطاء التي تبنى على المصالح الخاصة لتلك المراكز، وهذا ما نراه اليوم منذ عشر سنوات تقريباً.
منذ انتخابات مجلس الشعب عام 2000م ومراكز القوى الجديدة في النظام الحالي توغلت وركبت العديد من المناصب داخل النظام عن طريق الحزب الوطني الذي فقد الأغلبية البرلمانية فسعت هذه المراكز الناشئة إلى استعادة الأغلبية المفقودة، وأول هذه المراكز التي أثرت على دور القائد وتركت صورة ذهنية سيئة لدى الناس هو نجل الرئيس الذي تحكم في العديد من المناصب القيادية والوزارية، التي رسم لها سياستها مع العديد من المراكز الأخرى والتي لم تظهر بالصف الأول ولكنها تحكمت في سياسة النظام دون الظهور المباشر وراء تلك السياسات الخاطئة والتي ورطت النظام الحالي في كثير من الأخطاء التي أدت إلى كل هذا الحنق والغضب والضجر الذي أصاب هذا الشعب الصبور.
إن هبة الشعب المصري قد عرت العديد من خفافيش الظلام ومصاصي الدماء الذين احتموا بمراكز القوى هذه، وكشفت تمادي بعض القطاعات داخل بعض وزارات الدولة وضربها عرض الحائط لأحكام القضاء واعتراض الرأي العام على ما يحدث من فوضى وقرارات خاطئة وتعذيب بأقسام الشرطة والسجون وتعطيل مشروعات قومية هامة ينادي بها شرفاء الشعب ومتخصصيه إضافة إلى زيادة أعباء الشعب بالضرائب والرسوم وغيرها من الإجراءات التعسفية ضده خلال العشر سنوات الأخيرة.
النظام الحالي فوجئ بهبة شعبية عفوية رغم بعض ما شابها من استغلال مخابراتي دولي وإقليمي إلا أنها ثارت على الظلم والطغيان وأفاقت المارد النائم الذي عانى الكثير من هذه المراكز التي عاثت به فسادا ومرمغت أنفه ذلا وقهرا والآن ملك زمام المبادرة وأصبح هو سيد قراره ولن يسمح لأي متسلق أو طرف أجنبي من التحكم في مصيره مرة أخرى، لذلك فالفرصة الآن متاحة للنظام في آخر أيامه لتطهير نفسه وتصحيح أخطائه وتوبته عما أحدثه في حق شعبه فهل نعطيه الفرصة ليسلمنا بلداً بلا مراكز قوى ومهيأة لحقبة ديمقراطية جديدة.

الثلاثاء، 1 فبراير 2011

الأسد يتحدث بمكر الثعالب


بعدما هاجم الرئيس الراحل محمد أنور السادات في نهاية العام الماضي، حيث ذكر أن الرئيس الراحل هو السبب فيما يحدث بالمنطقة الآن، يواصل بشار الأسد الاصطياد الآن في الماء العكر ويحاول خطب ود الشعب المصري ليقوم بعد ثورته بتحرير الجولان المحتل نيابة عنه وعن نظامه، ويأتي هذا الكلام لدغدغة مشاعر شعبه ونوع من الدعاية المجانية له لتحسين صورته أمام شعب سوريا، وشماتة في نظام مصري سابق طالما عارض سياسته وسياسة إيران وقطر المخربة في المنطقة والذين يريدون فرض سياسة التقية على باقي الشعوب العربية.
الاصطياد في الماء العكر هواية المراهقين السياسيين الذين ترتعد فرائسهم وتصطك ركبهم نتيجة انتفاضة الشعب المصري، فخوفهم الآن أن يحذوا حذوه كل شعوب المنطقة ومنها بالطبع الشعب السوري، الذين يحكمهم طاغية من ظهر طاغية عجز هو وأبوه عن تحرير أرضهم، وحكموا شعوبهم بسياسة الإرهاب والتخويف والتنكيل.
فلو أن المظاهرات المليونية القائمة حالياً في مصر كانت في سوريا أيام حكم حافظ الأسد كنا لا نستبعد إبادتها بالمدافع كما فعل مع أهل حماه. والآن يأتي ابنه ويستغل أزمة الشعب المصري بخبث ويصرح بأن علاقة النظام المصري مع إسرائيل هي التي أتت بتلك الاحتجاجات وصدق وهو الكذوب، فلماذا لم يذكر العلاقة بين حلفائه وإسرائيل؟ ولماذا هذه العلاقات لم تقيم احتجاجات في تركيا وقطر حلفاء إسرائيل؟، لماذا بشار الأسد في هذا الوقت بالذات يلعب ويكمل دور قناة الجزيرة القطرية؟.
تصريحات بشار الأسد تأتي خوفا منه على مقعده الذي بوأه له زبانية نظام أبيه والمتحكمين في الشعب السوري، الذي سينتفض لا محالة ضد هذا الطاغية وضد شلة المنتفعين حول بشار ورفاقه.
رسالة نوجهها من الشعب المصري لبشار الأسد أننا لن نناصر الطغاة بعدما تخلصنا من أمثالهم، وأننا لن نحارب من أجل نظام يريد البقاء على حساب شعبه وباقي شعوب المنطقة. لن ننخدع بتلك التصريحات التي تريدنا الرجوع إلى عصور الحماسة والاندفاع والتي أدت بنا إلى النكسات في حين نجد شعوب أخرى لا يشغلها إلى رغد العيش والتفنن بكل سبل الراحة في الحياة، ونحن نطحن تحت رحى الحروب والأزمات. أتمنى أن تعي الرسالة كما وعاها غيرك أيها الطاغية.
سؤال أخير أريد من الجهبذ السياسي الديمقراطي المناضل الرد عليه، بما أنك عينت مبكراً، هل ستكسر الرقم القياسي المصري وتتعدى ثلاثون عاماً في الحكم أم أن هناك من الأحرار من سيذيقك المرار؟.

الاثنين، 31 يناير 2011

تغيير فكر

تغيير فكر

الأحداث المتلاحقة الآن في مصر وما يواكبها من تطورات تسارعت خطاها وتوالت تداعياتها ورفع سقف مطالبها، فبعد أن كنا نبحث عن توفير رغيف الخبز "حتى وإن كاف حاف بدون غموس" تطور الوضع إلى أن أصبحنا نبحث عن تحسين مستوى المعيشة، وتحسين الوضع الاقتصادي، وإبعاد من نهبوا أموال الشعب عن دوائر صنع القرار، ثم أصبحنا نطالب بالعيش داخل بلدنا بكرامة وعزة بعد أن قام الفاسدون بالاستهتار والاستهزاء برغباتنا وبأحكام قضائنا، ثم تطور الوضع أكثر إلى أن أصبحنا نطالب بتغيير النظام الذي ربى الزبانية، الذين أذاقوا الشعب ويلات الكد والبحث عما يسد رمقه أو ما يستر جسده أو ما يأوي إليه في حر الصيف وبرد الشتاء فيكون سكنه، وللأسف لم يجد الشعب كل ذلك وأصبح يبحث عن السراب. فرأينا أطفالا لا يجدون طعاماً مشردين في الشوارع، ورأينا قرى كاملة يعجزها العوز والخوف والجوع والمرض، ورأينا مستعمرات من الصفيح يسكنها من لا مأوى لهم.
كل ذلك راكمه النظام على الشعب فخرج بهذه المطالب التي تطورت في سويعات إلى أن تطورت إلى مطلب تغيير النظام والآن أريد أن أطورها أكثر وأرفع سقف المطالب إلى مطلب تغيير الفكر.
وتغيير الفكر الذي أنشده وأطالب به في أوج الأزمة وإن شاء الله سيناله هذا الشعب الأبي الصبور، يشمل كل ما تجمد فكرنا عنه واعتقدنا أنه لن يتحقق طالما أننا نقطن تلك البقعة من الأرض.
تغيير الفكر سيبدأ من القائد الذي ظن أنه مخلد في مقعده، والفاسد الذي ظن أنه سيمر من دون من يجد من يحاسبه، والشرطي الذي تجبر على شعبه وظن أن سلوكه مكمل لمنصبه، والموظف الذي رأى في الرشوة ما يكمل به راتبه، ورجل الأعمال الذي ظن أن ممتلكات العامة رهن إشارته، وأستاذ الجامعة الذي ظن أن ابنه بالعلم أو بدونه سيرث متبوءه، والابن الذي ظن أنه سيرث منصب أبيه حتى ولو كان على حساب شعب بأكمله، و كذلك فرد الشعب الذي ظن أنه ليس لكيانه وجود، وأنه ساقط من سجل حكومته.
الفكر الجديد الذي سيسود سيصحح الأوضاع المقلوبة، ويأتي بها رأساً على عقب فيجعل رأسها في الأعلى وعقبها في الأسفل كما فطرها الله.
فيرى القائد صاحب الفكر الجديد أمره شورى بينه وبين أهل العقد والحل من قومه، وأنه محاسب من ربه ومن شعبه على قراره، وسيرى الفاسد ضآلة حجمه إذا أقدم على عمل فاسد وأيقن أنه سيجد من يحاسبه في مجتمعه، وسيوقن الشرطي بأنه مكلف بحفظ أمن شعبه وأن تجبره وتكبره مناف لقيمه وعرف شعبه، وسيعلم الموظف أن راتبه الجيد مع خوفه من ربه مانعان ضد مد يده، ورجل الأعمال سيخاف من الناس إذا فكر أن يطغى على ممتلكات وطنه، وأستاذ الجامعة بعد التغيير سيتفرغ لنشر علمه ولن يأبه لولده ما لم يكن متبوأه في مبلغ علمه، والابن سيدرك أن منصب الأب ليس ملكه، والمواطن البسيط سيشعر بأن له كيان وقيمة عندما يذهب للإدلاء بصوته.
هذا هو سقف مطالبنا الجديد وهذا هو التغيير المطلوب.

حصاد الثورة

حصاد الثورة
لم يكن أحد يتوقع تطور الأحداث بهذا الشكل السريع والمتوالي، فأوراق النظام تساقطت كما تتساقط أوراق الدومينو أمام زحف الشعب الشاب الذي عصف بكل تلك الأوراق، وأثبت للجميع بأنه شعب غير خانع ولا مستكين كما صور البعض من قبل، بل هو شعب صبور مثابر يصبر على ولي الأمر طويلا لكنه مع صبره وجلده لا ينسى كل من أهانه واستخف به.
الثورة التي حدثت بفضل حركة شباب غاروا على بلدهم ورأوا تجربة مجاورة فأرادوا أن يغيروا ويكسروا هذا الجمود، وكان لهم ما أرادوا بفضل الله، فمشروع التوريث انتهى إلى غير رجعة وترشيح الرئيس لدورة قادمة هو من المستحيل بمكان، كما أن تعيين نائب لرئيس الجمهورية وتشكيل حكومة أمنية انتقالية هو أسلم الحلول في هذا الوقت والذي يبعد البلاد عن فخ الفوضى. كما أن إبعاد الذين يستفزون الشعب المصري من المناصب التي أسندت لهم على غير علم أو بينة وهم ليسوا أهلا لها سيكون متتالي أيضا وأولهم كان أحمد عز أمين التنظيم إلى جانب إقرار رئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى بالأخطاء وتعهد أحدهم بتنفيذ أحكام القضاء هو بداية الطريق الصحيح لثورة التصحيح، ويأتي بعد ذلك خطوات تنفيذ مطالب الشعب تباعاً ويجب من الآن تشكيل لجنة وطنية من القضاة والسياسيين الشرفاء والعلماء ورجال الدين للتفاوض مع النظام على خطوات التغيير التي يطلبها الشعب لتكون تتويجاً لثورة الشباب المباركة.
وهذه رسالة من الشعب إلى الشرطة الآن يجب على الشرطة احترام الشعب ويجب العمل بشعار الشرطة القديم "الشرطة في خدمة الشعب" يجب العمل بهذا الشعار قولا وفعلا حتى تعيد الشرطة حالة الاحترام والود بينها وبين الشعب . كما يجب محاكمة كثير من القيادات السياسية والأمنية التي تورطت في أعمال فساد وتخريب وعنف. 
حفظ الله مصر من كل سوء ورد كيد الأعداء والحاقدين الذين يصطادون في عكر المياه في نحورهم.       

دروس الثورة

دروس الثورة

· الشعوب هي التي تصنع التاريخ وملاحمها هي نقاط ارتكاز وجودها.
· مهما كانت قوة الباطل وضجيج صخبه فإن الحق منتصر بقوة الله.
· الشعب هو المعلم وهو القائد مهما طال زمن القائد الواحد الذي لا يتغير.
· الأعداء متربصون بنا سواء رضيناهم أو لم نرضيهم.
· المتسلقون ومن يركبون فوق أعناق الشعوب كثر ولابد من نبذهم حتى لا يسرقوا مجهود الشعب.
· المتنطعون والأفاقون ينتظرون فهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وفي النهاية هم مع الأقوى.
· المنافقون الذين يصطفون في صفوف الإخوة يكشف حقد نفوسهم وما تكنه صدورهم في أوج الأزمة.
· الوطنيون الحق هم من يحافظوا على أمن بلدهم وممتلكاتهم العامة فهي ذخيرة الوطن.
· أصحاب النفوس الدنيئة الضعيفة الحقيرة لا يأبهون لما تقترفه أنفسهم من خسة وحقارة أوقات الأزمات.
· الجبناء يختفون كالحرباء تشحب وجوههم قلة الدماء في الأزمات وبعد مرورها تمتلئ حمرة من الخجل.
· من لا وطن لهم ولا عنوان يهربون بما اكتسبوا من أهل الأوطان لكن في النهاية كل اكتسبوا يضيع هباء.
· الشرفاء من علية القوم يغدقون على الوطن مما أفاء الله عليهم وقت الأزمات.
· من يمتلك الإرادة والعزيمة والصبر يبلغ مأمنه ولو بعد حين.
· كن صاحب قضية ملحاً في طرق كل الأبواب يتحقق بعون الله ما في المراد.
· مهما اختفت الحقيقة بكل الحجب فهي في النهاية كالشمس التي تحجبها بعض السحب.