إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 30 ديسمبر 2011

كوني أنثى أسد ولا تكوني أنثى عنكبوت

الأولى: تنتظر الساعات الطوال حتى تهيأ لها العوامل البيئية وتمكنها الحسابات الفيزيائية من اقتناص الفرصة لاصطياد فريستها، فبعد الهدوء والسكون، والتستر والتخمين، والصبر والجلد، تحين اللحظة وتبدأ ساعة الصفر، فتنطلق بأقصى طاقتها، تنتفض واثبة في رشاقة ومرونة مسرعة نحو الهدف، تبذل قصارى جهدها لتحقيق مأربها، لا تبالي بالمعوقات ولا تثنيها المناورات، تثابر في ثبات حتى تبلغ مرادها، فتسقط وجبة عائلتها الطازجة بين يديها ورغم ما تلاقيه من نصب وتعب في ثنايا تلك المهمة الشاقة، إلا أنها تؤثر زوجها وأولادها على نفسها فلا تأكل إلا بعد أن ينتهي زوجها من طعامه فيتعلم الأبناء الاحترام والتقدير، وبهذا يظل عرين الأسد هو أقوى بيوت الغابة بفضل تلك الأنثى.

أما الأخرى: فتتبع أثر زوجها تغازله وتلاطفه حتى ينهي مهمته وما يكاد يخرج نسله إلى الدنيا وما يكاد يتمتع برؤية ذريته حتى تلدغه لدغة الموت، ليكون حصيداً تذروه الرياح، ويرى هذا أبناءها فيفعلوا مثلما فعلت ليكون مصيرها هو نفس مصير زوجها من قبل، فيتفكك بيتها وتتفسخ أسرتها، ولهذا فإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت.

سيدتي، الأسرة بناء أساسه أنت، وهي لبنة في المجتمع بها يستوي ويستقيم، وبدونها يهوى ويسقط، فكوني إحدى ركائز المجتمع القوية التي تقيم بناءه وتحفظ بقاءه.