إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 3 مارس 2012

يا عزيزي كلنا فاسدون






يا عزيزي كلنا فاسدون
لم يكن الوضع الاجتماعي للشعب المصري أسوء مما يمر به في هذه الأيام، ولم نكن نتوقع وصوله إلى هذا الحد من التدني وخصوصا بعد إزاحة نظام الحكم السابق، حيث بدا لنا منذ الوهلة الأولى بعد ازاحته أنه هو السبب الوحيد فيما نحن فيه من تدني أخلاقي واجتماعي وسياسي واقتصادي، وأنه بمجرد ازاحته ستبدأ الأحلام الوردية في التحقق وسيتغير وضع هذا الشعب ويتبدل من حال إلى حال، إلا أن الواقع الحالي يصدمنا لنصحو من نرجسية الأحلام الوردية التي رسمها خيالنا لنجد أنفسنا اليوم نعيش على وقع كابوس مقلق في ليل مظلم.
نعم الفساد يضربنا في العمق ومستشري داخلنا، ونحن خيوط نسيجه وجزيئات مادته، فالمدرس الذي يهمل الفصل المدرسي فيما يركز كل اهتمامه للدروس الخصوصية خارجه هو جزء من منظومة الفساد، والطبيب الذي يهمل مريض المستشفى الحكومي الذي يعمل به بل يجبره على الكشف عنده في عيادته الخاصة ليتم الاهتمام به فهو بهذا الفعل جزء من منظومة الفساد، صاحب محطة الوقود (البنزينة) الذي يحجز جزء من المواد البترولية المدعومة من الدولة ليوزعها في السوق السوداء هو محتكر وباغ وهو أيضا بذلك الفعل حزء من منظومة الفساد، كذلك صاحب فرن الخبز المدعوم من الدولة الذي يحابي أقاربه ويغدق على من يرضى عنهم بأشهى المخبوزات وأشدها تفقيعا ونضجا فيما تخرج باقي الحصة (مسخوطة) ومهملة ولا تصلح للإستخدام الآدمي للمغلوب على أمرهم هو أيضا جزء من منظومة الفساد، وقس على ذلك كل صاحب منصب أو سلطة أو مهنة أو حرفة ممن لديه الاستطاعة أن يقدم الأفضل ويتخاذل عن ذلك في سبيل دريهمات قليلة أو عرض زائل.
لا زال أمامنا الكثير حتى نغير من سلوكنا وثقافتنا وطرق تفكيرنا، يجب أن يعود الوازع الديني ويزداد الإيمان كي يعود الأمان يجب أن يصحو الضمير من الغفلة وأن نتذكر كلمة إتقان التي أسقطناها من قاموسنا العلمي والعملي.
 نعم أيها السادة لا يمكن أن نتغير أو نعود للمقدمة إلا إذا غير كل منا من نفسه أولا دون انتظار التغيير من الآخرين أولا، نحتاج أن نسمع قوله تعالى "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" نحتاج سماع هذه الآية كثيرا والأهم من الاستماع هو أن نعي ونطبق وعندها سيسقط من قاموسنا كلمة فساد كما سقط منه الآن أهم مفردات الرقي والتقدم.