إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

الغلطة بفورة

الغلطة بفورة
"الغلطة بفورة"، "الغالب مستمر"، "المغلوب طالع" مصطلحات جديدة ظهرت في الملعب السياسي وفرضها الشباب بعد الثورة، مصطلحات لم نعتاد سماعها من قبل إلا في استوديوهات التحليل الرياضي أو في الملاعب الرياضية.
لعل الشباب الذين دخلوا الحياة السياسية ونزلوا لملعبها قد أثروا حلبة السباق والتنافس السياسي، ونشطوا الساحة السياسية المصرية، وأصبح هناك قدر كبير من المرونة والشد والجذب السياسي الذي يثري الناتج السياسي، حتى وإن لم يثمر هذا الثراء حتى الآن في المرحلة الحالية إلا أنه مؤشر جيد وعلامة مبشرة على السير في الاتجاه الصحيح للمرحلة المقبلة، بشرط أن يلتزم كل فصيل بالشرعية الدستورية الجديدة التي ستنهي فيما بعد الشرعية الثورية في الفترة الانتقالية الحالية.
إن شباب الثورة محقوا بهذه المصطلحات مصطلحات وعبارات وشعارات قديمة كانت تؤذي مسامعنا كمصطلحات "السياسة الحكيمة"، "علشان مستقبل ولادك"، "اخترناه وبايعناه واحنا معاه لمشاء الله"، "العبور إلي المستقبل"،"هشتكنا وبشتكنا يا ريس دانتا رئيس والنعمة كويس". كل هذه المصطلحات والعبارات وغيرها تلاشت بغير رجعة بعدما حلت محلها مصطلحات اللاعبين الجدد والتي نتمنى أن يتغير معها الفكر القديم أيضا الذي لازم تلك الشعارات، فيجب أن تتلاشى ظواهر نائب الوجبة أو كيلو اللحمة ونائب البطانية ونائب تخليص المصالح الخاصة وذلك من خلال حملات الدعاية الانتخابية للشباب الواعي والأحزاب والكيانات التي حققت التغيير.
كما نتمنى اختفاء ظواهر عديدة مثل مطربي السلطة وشيوخ السلطة ومستشاري السلطة الذين يغدق عليهم بأموال لا يستحقوها وليست حلا لهم.
إنها رسالة تحذير وناقوس خطر يدقه المجتمع لكل من سيأتي على رأس السلطة التنفيذية القادمة سواء كان رئيس جمهورية أو رئيس وزارة أو وزير أو عضو مجلس نيابي أو محلي: احذروا جميعا فلن يكون هناك نظام واحد مستمر لا يأبه لصرخات الناس، ولن يكون هناك محتكرين لسلطة أو سلعة، أو توريث لمنصب أو مهنة، وعند صدور القرارات وسن التشريعات فإن "الغلطة بفورة"، وفي نهاية فترتكم التشريعية التي حددها لكم الشعب فان الانتخابات ستقر بأن"الغالب مستمر"، "والمغلوب طالع".

قدر مصر ومكانتها

هل نعي قدرها ووزنها؟
منذ أيام قليلة تمت صفقة لتبادل الأسرى بين الفلسطينين والاسرائيلين برعاية مصرية حيث أطلق سراح الجندي شاليط مقابل 1027 أسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية منهم 27 امرأة وهي الصفقة التي فشلت لعدة مرات في عهد النظام السابق بوساطة مصرية وأخرى ألمانية،
وبعدها ببضعة ايام تمت صفقة أخرى لتسليم الجاسوس الاسرائيلي ايلان جرابيل الذي القي القبض عليه في أحداث الثورة المصرية والذي كان يقوم بعمليات تحريض وتخريب للمتلكات العامة أفرج عنه مقابل 25 أسير مصري من بينهم أطفال وهي صفقة التبادل التي لم تتم أبدا في حالات سابقة مع جواسيس اسرائيليين كعزام عزام وغيره من الجواسيس الذين أفرج عنهم بصفقات مهترئة وغير متزنة في ظل الحكم السابق من قبل.
إنه قدر مصر وقدرتها الذي ميعه وحط منه النظام السابق والآن بعد الثورة ومصر في أخطر مراحلها وأحرج لحظاتها تتغير لها النظرة وتوضع من قبل الأعداء والأصدقاء والأشقاء في الوضع الصحيح فهذه اسرائيل بغطرستها ترضخ وتعقد صفقتين في شهر واحد مع مصر الثورة وتركيا تصحح وجهتها في المنطقة بزيارة رئيس وزرائها لمصر وهذا انتزاع لاعتذار رسمي اسرائيلي على قتل الجنود يترتب عليه اجراءات رسمية أيضا لم يصدر لتركيا، وكثير من الدول العربية الشقيقة التي تعول على مصر الجديدة بعد الثورة وخصوصا فلسطين التي صرح جناحي السلطة فيها بدور مصر وأهميته في المرحلة القادمة. بقي علينا الآن أن نعي ونقدر هذا القدر وأن يتحمل كل منا مسئولياته داخليا باختيار برلماني ورئاسي صحيح وأن يناصح بعضنا بعض بقيمة اختياره للنظام السياسي القادم وأن لا يغلب البسطاء مصلحتهم الآنية بوجبة أو بطانية أو مطلب شخصي ليعطي صوته لمن لا يستحق وأن نصبر على تعليم بعضنا بعض القيم والأخلاق وألا ننجرف للفتن لنخرج من تلك الفترة الحرجة وتستعيد بلدنا عافيتها ودورها الاقليمي والدولي.     

أمن أم

أمن أم
يعج قلبها بهم ازدحاماً، يتهافتوا عليها ابتغاء خيرها وحنانها ولمسة يدها لجبينهم المتصبب عرقا، انها تنسل وتطبب وتداوي وتعلم وتربي وتأوي وتحتضن كل أبناءها لا تفرق بين أحد منهم، أشقياؤهم الخارجون عليها الذين برزوا نتوءا في قلبها عقوها ونكروا برها وهم داؤها،أما البررة الذين آووا ونصروا فقد فاض الكيل بهم وضاق بهم ذرعا، ورغم قلة حيلتهم فهم دواؤها ومنعتها وهم رهن اشارتها في كل حين.
في آخر الليل المظلم قامت تتوضأ وتتطهر من ذنوب أشقيائها، لتقف بين يدي خالقها ومولاها، فوجدت أحد أفراد أمنها البررة يحرسها، يقف على كيانها ويستر عرضها، يصد عنها أعداءها ويمنع الأشقياء من العبث بأمنها في فترة مرضها الحرجة، رفعت يدها إلى السماء متضرعة لله وداعية ربها: اللهم بارك لي فيهم واسترهم كما ستروني واحفظهم كما حفظوني، واجعل أبناءهم بارين بهم كما بروني، قبل أن يرحل ذاق حلاوة ذلك في أمواله وأبنائه..     

معايير عصر الطراطير

معايير زمن الطراطير
في العصر الحديث جداً، أتى بها أمن دولة الحاكم، بعد أن أمسك بابنها وزوجها وأخيها، لتقف بين يدي كبيرهم، فأراد أن يختبرها على غرار ما فعل سابقه، ليقيس حكيم صنعه وعظيم بطشه، وليرى نتاج عصر الديمقراطية، فخيرها بين أحد منهم، فقالت: الابن لم يعد مولود لبهاظة القطاع الخاص وخراب العام وبينهما الاتجار بالطب، علاوة على توجيهاتكم بتحديد نسلنا، أما الزوج فلم يعد موجود، فمكوثه في البيت محدود، وفرضنا عليه نحن النسوة عدم التعدد ليصبح لنا مردود، فلا عدد ولا أصبح له في حياتنا وجود، وأما الأخ، فبات مفقود، بعد أن أتت زوجته وصنعت له بقانون النظام من الحديد قيود، وألهته الحياة فانشغل عنا ولم يعد ودود.
أمر أن يُأتى عليهم جميعا، فأصبحت ثكلى ومكلومة وأرملة، ثم تردى وضعها في عصر حرية المرأة ولم تجد من يأويها لوقف التعدد.