إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 فبراير 2011

رسالة إلى الشهيد محمود كعيب

أخاطبك من الدنيا محموداً، وأعلم أنك كنت وحيد
وبإذن الله حي ترزق، وكُتبت عند الله شهيد
رثاؤك بين الناس عبرة وعهد علينا ألا نعود
بقاء سيرتك ذكرى، وسكناك في دار الخلود
روحك تحوم حولنا تضيء أركان البيوت
ترينا أفاعي الشقوق، تسقط أوراق التوت
 تكشف وكر الخفافيش تمزق خيوط العنكبوت
ملأت مدينتنا دفئا، بعدما أعجزنا صقيع الجمود
طلبت من الدنيا علما، وطلبت العلا بغير حدود
رسالتنا إليك عهد، سنظل  لدرب العلا جنود
فشكرا يابن كفر شكر، شكرا  يابن آل كعيب
خرجت تقول للشر كفى، خرجت ترجوه ألا يعيب
خرجت تهتك ستر الظلم، وتكشف كل الألاعيب
جعلت لنا كيانا ًوشأنا، بعدما كنا لأنفسنا نعيب
تركنا رقبة الظالم وعبنا زماننا، فأمسكناه بالتلابيب
سهونا عن المجد لبرهة، فأبى الأحرار لغير الله سجود
أيا مصر رجال مجدك للعدى، على مر الدهر صمود
وبفضل دمك ودم الشهداء، بتنا شعباً له كلمة
فرحم الله شهداء الثورة، رحم الله أرواحاً حرة
مهما كتبنا أو دونا، لن نوفي شهيداً حقه
رفعت رأس أهلك فينا وعلى ذلك نحن شهود
وتشفّع في أهل بيتك يوم يحشر الناس وفود
سنكون لأبويك أبناءاً، وسنملأ أبوتهم عزوه
رحم الله شهيداً فينا، وجعل مثواه الجنة
سندعو لك دوماً بالرحمة، حتى بعد زوال الغمة
نم قريراً سعادة المستشار، فالقاتل مثواه النار
سيدون التاريخ اسم الشهيد، وستنسخ قائمة العار
لن تكون من الآن وحيدا، سيؤنسك شهداء أبرار





أحوال بلاد العرب أثناء التدافع والثوران

أحوال بلاد العرب الآن أثناء التدافع والثوران
نبدأ من تونس التي من الله عليها كمنه على قوم يونس، فلما طالبوا بالحرية كُشف عنهم العذاب، ورحل الطاغية خارج البلاد، فسلاما على أهل تونس الخضرا، صاحبة عنوان إذا الشعب يوماً أراد الحياة، نتجه صوب الشرق، ونتخطى ليبيا حديثة العهد، التي تمر الآن بعسير مرحلة المخاض، إيذانا ببدء تخليص العباد والبلاد، ممن ألف أخضر الكتاب، واتخذ من العبط سبيل الرشاد، وسنبارك لهم عند رحيل العجوز خارج البلاد.
ونحط الرحال في بلد الصد والذود عن كل البلاد، نحط الرحال في أم الحضارة، قاهرة الفراعين، نصيرة الأنبياء، أم شعب الإباء، فنحن الآن في مصر بلد التاريخ والنصر، كنانة الأمة، عالية الهمة، هبة النيل، ذات التاريخ الجميل الطويل، والهواء العليل، والشواطئ والنخيل، حاضنة وادي النيل، إنها الآن في زهوة عصر النصر، بعد إسقاط رموز الظلم والقهر، وتقديم دماء الشهداء مهر، وصبر أهل الرباط على الذل والهوان، والتكبر والطغيان، فقام الشعب بعد السلب والاستعباد، وظهور شرور الفساد، فكان في البحر والبر، وضاع فيها الحق والبر، فأزهق الله الباطل وأتى بالحق، وإن أحد أسماء الله هو الحق.
نذهب إلى اليمن السعيد، وشعبه العنيد، ورئيسه الرعديد، والذي اتخذ من الحاشية عبيد، فنرى المشهد من بعيد، والناس تصيح في النظام، ارحل ارحل قبل فوات الأوان، فنحن نناديك الآن، ولا نعلم غدا أي الطرقات تخرج منها بأمان.
 نطير على البحرين، وهنا يختلف الوضع مرة أو مرتين، فالمطالب فئوية وتصب في المذهبية، والأجندة خارجية، ولهذا فإن اجتماع وزراء الخارجية، للدول الخليجية، سيدعم مملكة البحرين، وسيبقيها في حضن الخليجيين، وسيكون هناك من الإصلاح ما يكون أقل المباح.
 هيا إلى الأردن حيث أن مطلب الإصلاح أعلن، وتقليص صلاحيات الملك ممكن، وإطلاق الحريات له أهون، وعدم التضييق على الشعب وحريته مطلب له قد يذعن، ونداء الصلاح رفع ومؤذنه قد أذن.
وبلاد الشام في  سوريا صمت قبور ورعب في قلب شعبها يدور، فإنه فريسة الأسد الجسور، الذي يظهر بلباس الواعظين، ويتخذ من التقية دين، ويأمر الناس بما ينسى به عقله المسكين، ونحو إسرائيل مستأنس ومستكين، والحكم فيها لزمرة العلويين، ومهما غابت فيها حقوق المطالبين، أو نكل بالإخوان المسلمين، فإن الأمر آتيها ولو بعد حين. أما لبنان ضحية الانقسام، والمذهبية والطائفية وصريع الأمريكان، وإسرائيل وسوريا وإيران، وهو يا حسرة أرض الجنان، محشور بين الفرس والروم، ووضعه مأزوم وشعبه مقسوم، وكل حزب فيها بما لديهم فرحون.
 فلسطين بها الأقصى حزين، والقدس تصرخ على الملايين، لكن لا ملبي ولامعين، والفساد والتبذير لمنظمة التحرير دين، وفتح وحماس على النبذ والفرقة متفقين، ولدعوات المصالحة غير آبهين.
بلاد الرافدين أرض العراق أرض التشرذم والعراك، والعرب بعدوا واستسلموا بعد سلام الضعف والفراق، وإيران تلعب فيه مع أمريكا بورقة الشيعة، لتنوء ببعض أشلاء الذبيحة، وفتات الخبز وطبق المرق، بعدما صادها الصياد الأمريكي وسهمه فيها مرق، وتفرق شعبه وتحزب فكون الفرق.
 أما الإمارات وقطر والسعودية فالوضع فيهم مستقر ولا ينبئ بحراك ما دام في العمر بقية، والكويت لا ندري أي أمر لها يدبر وعلى أي أمر يا شعبها نويت، وهل سيتحرك الناس للإصلاح أم إلى التمذهب والانبطاح، وعمان معزولة عن الوجدان لكنها كأخواتها الخليجيات مستقرة حتى الآن، ولا نعلم إن كان وضعها في أمان، أم أن هناك تحت الرماد دخان.
جيبوتي والصومال سقطوا من الحسابات ونسيناهم بحال من الأحوال، وأصبح وضعهم بعد التشرذم والانحلال، وأمرهم عجب، فلا هم عجم ولا هم عرب.
 الجزائر ليست معزولة عن باقي الحرائر، ووضعها مرهون بالانفتاح على الشعب الثائر، وإذا وقع المحظور فلن يمر الوضع بدون خسائر. وفي المغرب فإن التعتيم والفساد يمكن أن يكون له مغرب، مع صحوة أهل الحق في بلاد المغرب، موريتانيا في بضع السنين الأخيرة كانت الانقلابات بها عنوان، ولم يتحقق منها الإصلاح وتكريم الإنسان، وازداد موقفها حيرة وأصبح بلا عنوان، وأهلنا في موريتانيا يعانون من القاصي والداني إما من فرنسا أو حتى أسبانيا.
السودان صار ملعب الأمريكان، عنوانه الانفصال الآن، وهو مشغول به ومليء بالأحزان، ونسأل الله ألا يقتطع جزء جديد لا في الشرق ولا دارفور، ولا يحرض أحد منهم فيندفع أهله ويثور. أما جزر القمر المنضم الجديد، فأصبح قمرها بعيد، وعاد كالعرجون القديم، ثم صار هلالا وليد، لا يرى إلا بصعود الجبال، وعودته من سطوة إيران نسج من الخيال.     
ويمكننا تلخيص الأحوال في بعض مأثور الأقوال، ربما توصف الحراك السيال.
·       مصر تحصر الفساد حصر، وستنهض لتعيش العصر، وستقود الأمة  نحو طريق النصر..
·       ليبيا في تعبئة شعبية، وتخطت مرحلة الفوبيا.
·       تونس تخطت الصعاب، ونتمنى أن يكون حال شعبها الآن بعد كشف العذاب كحال قوم يونس.
·       الجزائر الوضع فيها حائر، لكنها لن تتخطاه بدون خسائر، وسيقود فيها أهل البصائر.
·       المغرب الفساد والتعتيم ليله محدق، وشمسه أوشك أن يكون لها مغرب.  
·       موريتانيا يمكن للشعب أن يثور على الانقلابات ويرفض تدخل فرنسا وأسبانيا.
·       السودان مشغول بالانفصال ومليء بالأحزان ومرصود من الأمريكان.
·       جيبوتي نسينا أنها دولة عربية ورغم ذلك فلابد أن تحيي ولا تموتي.
·       الصومال تفتت وعودته محال إلا أن يعود أهل الشمال وتركه لأثيوبيا وبال.
·       اليمن السعيد سيعود من جديد لكن الحذر من المتربص الشرقي البعيد.
·       عمان معزولة عن العالم  ووضعها ليس في أمان.
·       الإمارات أهلها في اتئاد ووضعها في ثبات.
·       قطر أهلها في بطر ووضعها ليس في خطر وتحالفها مع إسرائيل وأمريكا وإيران جعل الكل منها ضجر.
·       البحرين المذهبية إلى أين فطريق الإصلاح أصبح طريقين.
·       الأردن أذان الإصلاح رفع ومؤذنه قد أذن ولا بد للملك أن يذعن.
·       الكويت كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ضعف وهوان وعلى الباب إيران.
·       العراق مذهبية وطائفية وقهر وظلم وعراك وعرب بعيدون بعد الفراق.
·       سوريا أسد يأمر بالبر في ثياب الواعظين وصمت رعب فريسته من الشعب يخشبها وتحدق بالماكرين، وسوريا العلويون فيها سطوتهم عليا.
·       لبنان أرض الجنان خربتها الطائفية والمارونية وإسرائيل وسوريا وإيران.
·       فلسطين عشقت أرضها الملايين، وتركتها للصهاينة الملاعين، وتصارع على الفتات بقية المشردين.
·       أما بلاد الحرمين فهي مقر الدين ووضعها مستتب وستكون للكنانة خير معين.
·       جزر القمر منضم جديد، متواري مثل الهلال الوليد، وليس له من اسمه نصيب. 



       

الجمعة، 18 فبراير 2011

وخرج المارد من قمقمه

وخرج المارد من قمقمه
مشهد هز الكيان وزلزل الوجدان وحرك المشاعر وأرعب الأعداء وأذهل عقولهم إنه مشهد خروج المارد المصري من قمقمه في يوم جمعة الاحتفال بالثورة المصرية مشهد أم فيه الشيخ يوسف القرضاوي نحو ملونين من المصريين في ميدان التحرير والميادين المجاورة والشوارع المؤدية إليه، صلوا فيه صلاة الجمعة وصلاة العصر جمع تقديم، وصلوا صلاة الغائب على شهداء مصر الأبرار، وامتلاء المكان بالتكبير والتهليل وكأنه يوم العيد، فاغرورقت عيوننا بالدموع واقشعرت أبداننا فرحا من المنظر، وظهر الشعب المصري المتحضر الأصيل بشكله المنظم الراقي الذي لم نره منذ عقود.
رأينا في هذا المشهد ظهور الحق واضمحلال الباطل، ورأينا النور يسطع في وجوه المجتمعين والأمل يتراقص في عيونهم والحمد والتهليل يعلو بينهم، بينما الظلام يتضاءل ويضمحل مع رموز الظلم والفساد الذين يتوارون عن المشهد شيئا فشيئا فكان شريط الأخبار ينقل خبر حبس أربعة منهم 15 يوما على ذمة التحقيق أثناء الاحتفال، وبهذا سيتلاشى وجودهم ويزهقون لأنهم باطل زهوق وهم معه زهوقا.
رأينا الحضارة والفكر والعلم والتاريخ والتواد والتراحم والإنسانية والإصرار والتحدي والشموخ والمجد والقوة في الشعب المصري الذي تحمل وصبر وثابر منذ عقود، تخلى فيها كرها عن توحده في المطالبه بحقوقه، تخلى فيها كرها عن انتمائه، وأشغل في البحث عن لقمه عيشه وغيب عن الواقع.
الاحتفال بنجاح الثورة في ميدان التحرير ظاهرة حضارية مصرية ذات طابع خاص، أصبغتها الأغاني الوطنية المصرية والأعلام المصرية التي ترفرف في ربوع وأركان الميدان وما يحيطه كما ظهر في هذا المشهد رموز دينية إسلامية ومسيحية ورموز سياسية واجتماعية، ازدان بها المشهد فعكس للعالم أجمع عراقة وحضارة وخصوبة هذا الشعب الذي سيثبت للعالم أنه كان وما يزال صاحب فكر وعلم وحضارة.
تخيلت وأنا أرى هذا المشهد فرح الأمة العربية والإسلامية بهذا العرس المصري، وتخيلت مشاهدة الأعداء لهذا المشهد وخوفهم من عودة المارد الذي سيكون له هيبته ورهبته في قلوبهم كما كان من قبل، تخيلت مصر عروسا مزدانة بهذا التجمع وهذا العرس إنه عرس الحرية والكرامة، إنه عرس ثورة الخامس والعشرون من يناير الذي نتمنى أن تتحقق جميع أهدافها لتعود مصر تاج الأمة وعرينها إن شاء الله.
إن خروج المارد من قمقمه حري به أن يغير وجه الحياة على أرض مصر، فيقضي على العشوائية والمحسوبية والفساد والرشوة وأعمال السلب والنهب لأرض مصر، ويظهر الوجه الآخر لمصر الذي يعرفه العالم عنها بفضل هذا الشعب لنرى حضارته وتنظيمه وعلمه في تعمير وبناء ورقي هذه الأرض المباركة، فيتغير وجه الحياة فيها وبالتالي تتغير معها المنطقة المحيطة بها عربيا وإقليميا وعالمياً.
إنها مصر التي إن تحرك شعبها وعاش بحرية وكرامه ترى أثر ذلك في حرية وكرامة المنطقة العربية كلها والتاريخ يشهد لها بذلك عشت يا مصر وعاش شعبك أبيا كريما.  
   

الأربعاء، 16 فبراير 2011

مصر يا أمنا






مصر يا أمنا
يا أم التاريخ يشهد لك المولى
مين اللي زي ولادك الشهدا
رجالة جد دول قاموا بالثورا
ضحوا بحياتهم لعيونك الحرا
مصر يا أمنا
وتعيشي حرا لأمتك يا أميرة الأمرا
يا أمنا ياساكنا جوانا
هواك حر رجعنا لصبانا
غاليا يا أرضنا وسمانا
نيلك راوينا في تعبنا وشقانا
مصر يا أمنا
وتعيشي حرا لأمتك يا أميرة الأمرا
أنت يا حرة كنانة للأمة
وفيك الأهل والصحبة واللما
دول أهل علم وكلهم هما
وبإيمانهم تنزال الغمة
ومهما بعدوا مالكيش غير هما
مصر يا أمنا
وتعيشي حرا لأمتك يا أميرة الأمرا
يا طيبة تملي حضنانا
أصلك عفي بالخير مليانا
حضنك دفا جمّعنا دفانا
يا مفرقا وهازمة في عدانا
مصر يا أمنا
وتعيشي حرا لأمتك يا أميرة الأمرا
أهلك دول أهل دين
ولاد بلد وطيبين
وأما تناديهم قريبين
لساعة الجد دول مشتاقين
يضحوا بحياتهم لجل الدين
مصر يا أمنا
وتعيشي حرا لأمتك يا أميرة الأمرا

"خلي الجيش ينفعك"

"خلي الجيش ينفعك"
هكذا قال وزير الداخلية السابق للرئيس السابق حسني مبارك، في آخر مكالمة هاتفية دارت بينهما، عندما اتصل عليه الأخير يوبخه على البيان الذي أرسله لمبنى الإذاعة والتليفزيون، والذي يشير فيه إلى وقوف جماعة الإخوان المسلمين وراء التظاهرات، وأن هناك أياد أجنبية تحرك تلك التظاهرات، والذي يهدد فيه أيضا بأن الشرطة ستتعامل بكل حزم وستستخدم القوة مع هذه التظاهرات.
الجملة التي قالها العادلي لمبارك لم تكن من باب الاعتراف بقوة الجيش ومكانته، أو من باب ثقته في هذه المؤسسة المصرية العظيمة، بل كانت هذه الجملة من باب التمرد على القائد، وعدم المسئولية والتقدير للمنصب المنوط إليه، والنظرة الضيقة والمستهترة للأمن القومي المصري لشخص لا يعي معنى وقيمة القوات المسلحة المصرية، وكان هذا التمرد معززا لما يدور برأسه من أمثلة أفكار "أنا ومن بعدي الفوضى" أو  كفكر شمشون "أهدم المعبد على من فيه" كاشفاً بهذا الفكر حجم الخلايا النائمة التي صنعها من أجل التعامل القذر مع ملفات مختلفة، أدراها داخل كواليس وزارة الداخلية، وهي المؤسسة الأولى المعنية بحفظ الأمن الداخلي المصري والتي استخدمها ووظفها لتحقيق أهداف قذرة تضر بالأمن القومي الداخلي، وتزكي الفتنة الطائفية وتقوي من شوكة أمن الدولة ضد أبناء البلد الشرفاء، علاوة على غض الطرف عن عمليات التعذيب والرشى والفساد داخل مؤسسة الشرطة المصرية.
إن وزارة الداخلية هي عنوان انضباط الشارع وحامية المواطنين من البلطجية واللصوص والنصابين، وهي صمام أمان السلم الأهلي والقائمة على الأمن الاجتماعي للدولة، ودورها في السنوات الأخيرة كان مغايرا تماما لما تقوم به مؤسسات الشرطة في أي نظام، فرواج تجارة المخدرات وانتشار البلطجية والنصابين وغياب الأمن الاجتماعي ووجود كثيرا من المشكلات التي تحل بالقوة بين الناس أو بالجلسات العرفية خارج أقسام الشرطة والسمعة السيئة التي أحاطت بها في عمليات التعذيب الممنهج والعشوائي، وعمليات السلب والنهب والرشى وإطلاق النار في المظاهرات على المواطنين، كلها أسباب أفقدت المواطنين الثقة في هذه المؤسسة لذلك يجب أن يبادر الطرفين لاستعادة هذه الثقة من خلال خطوات مدروسة وممنهجة وقوانين صارمة تقوم عليها الحكومة الانتقالية والوزير الجديد ومساعديه في هذه المرحلة، ليتم تطبيقها في النظام الجديد.
أما الجيش فهو لم ينفع الرئيس السابق وحده بحفظه للأمن وقت المظاهرات أو بتعامله الممتاز مع المواطنين، أو بإدارته الممتازة لهذه الأزمة الأمنية، بل نفع الشعب المصري كله بأن أخذ على عاتقه إجراء إصلاحات جذرية، وإدارة البلاد في مرحلة انتقالية، وتنفيذ مطالب الشعب بكل أريحية، وعندما تنتهي هذه الفترة العصيبة وتعود الأمور لنصابها، وتهدأ الأوضاع وينتهي الفراغ السياسي ويكون لمصر برلمان منتخب ورئيس مدني منتخب، سنقول للجيش شكرا على ما قدمته لخدمة بلدك، ونقول له نفعت مصر كلها، وقمت بواجبك في أيام تربص فيها الأعداء، ووقت لا ينفع فيه الأصدقاء، أما كل من خان وغدر فإن القضاء العادل بانتظاره، ونقول له اليوم "خلي تمردك و فكرك التخريبي ينفعك".         

الاثنين، 14 فبراير 2011

البوق الخاوي للنظام المتهاوي


إنه الآن يلعب الدور الجديد، فقد كتب في هذا الصباح مقال فريد، وقال ما أذهلني وجعلني لا أصدق أن يخرج هذا الكلام من هذا الرجل فهو أمر محال، فقال كلمات منها الرأس تشيب، وعجبت لما تفوه به فإنه أمر عجيب.
فحيا الرجل أهل الثورة ومدح شباب العزة ودعاهم باسم البلاد الحرة وقال على حين غرة " أدعو أبناء مصر لكذا وكذا" ولقد دلني على هذا المقال رجل زميل مفضال فقال لو سمحت اقرأ جريدة الأهرام، وهي طبعاً أحد الجرائد القومية للنظام، فقلت: ليس لي بها اهتمام، فقال: من فضلك اقرأ هذا المقال الذي أرسلته لك عن أهل الخطايا، قلت له: أتراني قادم من السرايا، أنا أقرا لأهل الخطايا؟، فقال: لا تقرأ المقال، بل اقرأ ماآلت إليه التعليقات من مآل، فغصبت على نفسي ووضعت أصابعي على عيني، ووضعت يدي الأخرى على أنفي وقلت: بسم الله توكلت على الله، اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا،، وعندما فتحت الصفحة لأقرأ ما تحت المقال من تعليق، رأيت ما به الصفحة تضيق، شتما وسباب، وقدحا وعتاب، وطفق الكاتب مسحا بالسوق والأعناق لأولى نعمته السابقين، فأدركت أن الرجل تلون وجاء بغير ما كان عليه حاله قبل الثورة، وكتب ما يتماشى مع أهل هذه الحقبة، فخرجت مسرعاً في الحال، وأيقنت أنني دخلت مستنقعا من الأوحال، لا يمكن التطهر منه إلا بالدعاء والابتهال، وأن يغفر الله لي ما آل إليه حالي من مآل، فأنا الذي كنت لا أقرأ للكاتب قبل الثورة مقال، أقنعني أحدهم وقال انظر إلى تلون الحرباء في الأدغال، وفحيح الأفاعي بين صخور الجبال، وهنا أخذت على نفسي عهداً بألا اقترب من تلك الزواحف والهوام، فإنها تزحف إلى حيث كثير الطعام والأموال، ولو أني مكانه لاستقلت في الحال، عسى أن يغفر له ربه فهو مغير الأحوال، فهو الذي بدل صاحبنا من حال إلى حال.
ونصيحتي لكاتب المقال: تنحى يرحمك الله كما تنحى وزيرك واستقال.

الأحد، 13 فبراير 2011

لعيون شباب بهية البهية

ما أحلاك بهية
آن لأولادك تجفيف عيونك يا بهية فإنها غزيرة الدمع ندية
آن لحسادك  أن ينتبهوا فعودتك تخسأ بهم في سحيق البرية
تزيني بعطايا أولادك واهنئي فأنت في عيون الشباب صبية
قودي أخواتك للعلا كما كنت من قبل كبيرة قائدة الحرية
شمري عن ساعديك قومي وانهضي فما زال في العمر بقية
أولادك بناة حضارة وتاريخ فهؤلاء نسلك قد أحسنت التربية
لعيونك بهية
مذهلة أنت بماضيك مرثاة أنت بحاضرك ومستقبلك شروق
ضحى أبناؤك من أجلك بذلوا الدم وفي الحق فاضت عروق
فكوا قيد معصمك بعد الذل ذاقوا من السجان ويلات حنوق
كنا نلوم على المحتل وبطشه فجاءك اليوم من بعض الأبناء عقوق
لا تغضبي ولا تحزني فالحق وإن بهت جلي أما الباطل فإنه زهوق
قدر الله لك البقاء برباط أهلك فهم خير الأجناد وبهم ترد حقوق
ما أجملك بهية
يا حبيبة قد تأخرت كثيرا لكننا لا نخشى عليك فماضيك تاريخ
وتربص الأعداء بك أسهد عيونك لكن لليل الطويل صبح شموخ  
ستصحو الدنيا من غفوتها بعدما تنهضي فالكل وراءك للحق رضوخ
تكاثرت عليك الهموم وتبعثر شملك بعدما نصب لنا  الأعداء فخوخ
وبناء الملاحم شأن عظيم له أهله وعندك من الذرية للملاحم فروخ
قد وهبك الله طميا ونيلا وجنات من نخيل وأعناب وخير أبناء نوح
أولاد بهية البهية
شباب الثورة قاموا في صفر وأذن الله نفض الخبث في ربيع الأول
تحملوا قرص البرد وطول الليل وعلى المولوتوف نزيلهم قد عول
أرادوا كسر همتهم ونكس رايتهم لكن الحق ظهر وكثيرا ما أمهل
ودفع الناس بعضهم ببعض يزيل الفساد إن الله بدفع الناس قد أنزل
ستكتب لكم في التاريخ شباب سخر كل التقنيات وعقله الأكمل
رحم الله شهيدنا وشفى مصابنا وجعل بهية في حلها الجديد هي الأجمل