إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 فبراير 2011

أحوال بلاد العرب أثناء التدافع والثوران

أحوال بلاد العرب الآن أثناء التدافع والثوران
نبدأ من تونس التي من الله عليها كمنه على قوم يونس، فلما طالبوا بالحرية كُشف عنهم العذاب، ورحل الطاغية خارج البلاد، فسلاما على أهل تونس الخضرا، صاحبة عنوان إذا الشعب يوماً أراد الحياة، نتجه صوب الشرق، ونتخطى ليبيا حديثة العهد، التي تمر الآن بعسير مرحلة المخاض، إيذانا ببدء تخليص العباد والبلاد، ممن ألف أخضر الكتاب، واتخذ من العبط سبيل الرشاد، وسنبارك لهم عند رحيل العجوز خارج البلاد.
ونحط الرحال في بلد الصد والذود عن كل البلاد، نحط الرحال في أم الحضارة، قاهرة الفراعين، نصيرة الأنبياء، أم شعب الإباء، فنحن الآن في مصر بلد التاريخ والنصر، كنانة الأمة، عالية الهمة، هبة النيل، ذات التاريخ الجميل الطويل، والهواء العليل، والشواطئ والنخيل، حاضنة وادي النيل، إنها الآن في زهوة عصر النصر، بعد إسقاط رموز الظلم والقهر، وتقديم دماء الشهداء مهر، وصبر أهل الرباط على الذل والهوان، والتكبر والطغيان، فقام الشعب بعد السلب والاستعباد، وظهور شرور الفساد، فكان في البحر والبر، وضاع فيها الحق والبر، فأزهق الله الباطل وأتى بالحق، وإن أحد أسماء الله هو الحق.
نذهب إلى اليمن السعيد، وشعبه العنيد، ورئيسه الرعديد، والذي اتخذ من الحاشية عبيد، فنرى المشهد من بعيد، والناس تصيح في النظام، ارحل ارحل قبل فوات الأوان، فنحن نناديك الآن، ولا نعلم غدا أي الطرقات تخرج منها بأمان.
 نطير على البحرين، وهنا يختلف الوضع مرة أو مرتين، فالمطالب فئوية وتصب في المذهبية، والأجندة خارجية، ولهذا فإن اجتماع وزراء الخارجية، للدول الخليجية، سيدعم مملكة البحرين، وسيبقيها في حضن الخليجيين، وسيكون هناك من الإصلاح ما يكون أقل المباح.
 هيا إلى الأردن حيث أن مطلب الإصلاح أعلن، وتقليص صلاحيات الملك ممكن، وإطلاق الحريات له أهون، وعدم التضييق على الشعب وحريته مطلب له قد يذعن، ونداء الصلاح رفع ومؤذنه قد أذن.
وبلاد الشام في  سوريا صمت قبور ورعب في قلب شعبها يدور، فإنه فريسة الأسد الجسور، الذي يظهر بلباس الواعظين، ويتخذ من التقية دين، ويأمر الناس بما ينسى به عقله المسكين، ونحو إسرائيل مستأنس ومستكين، والحكم فيها لزمرة العلويين، ومهما غابت فيها حقوق المطالبين، أو نكل بالإخوان المسلمين، فإن الأمر آتيها ولو بعد حين. أما لبنان ضحية الانقسام، والمذهبية والطائفية وصريع الأمريكان، وإسرائيل وسوريا وإيران، وهو يا حسرة أرض الجنان، محشور بين الفرس والروم، ووضعه مأزوم وشعبه مقسوم، وكل حزب فيها بما لديهم فرحون.
 فلسطين بها الأقصى حزين، والقدس تصرخ على الملايين، لكن لا ملبي ولامعين، والفساد والتبذير لمنظمة التحرير دين، وفتح وحماس على النبذ والفرقة متفقين، ولدعوات المصالحة غير آبهين.
بلاد الرافدين أرض العراق أرض التشرذم والعراك، والعرب بعدوا واستسلموا بعد سلام الضعف والفراق، وإيران تلعب فيه مع أمريكا بورقة الشيعة، لتنوء ببعض أشلاء الذبيحة، وفتات الخبز وطبق المرق، بعدما صادها الصياد الأمريكي وسهمه فيها مرق، وتفرق شعبه وتحزب فكون الفرق.
 أما الإمارات وقطر والسعودية فالوضع فيهم مستقر ولا ينبئ بحراك ما دام في العمر بقية، والكويت لا ندري أي أمر لها يدبر وعلى أي أمر يا شعبها نويت، وهل سيتحرك الناس للإصلاح أم إلى التمذهب والانبطاح، وعمان معزولة عن الوجدان لكنها كأخواتها الخليجيات مستقرة حتى الآن، ولا نعلم إن كان وضعها في أمان، أم أن هناك تحت الرماد دخان.
جيبوتي والصومال سقطوا من الحسابات ونسيناهم بحال من الأحوال، وأصبح وضعهم بعد التشرذم والانحلال، وأمرهم عجب، فلا هم عجم ولا هم عرب.
 الجزائر ليست معزولة عن باقي الحرائر، ووضعها مرهون بالانفتاح على الشعب الثائر، وإذا وقع المحظور فلن يمر الوضع بدون خسائر. وفي المغرب فإن التعتيم والفساد يمكن أن يكون له مغرب، مع صحوة أهل الحق في بلاد المغرب، موريتانيا في بضع السنين الأخيرة كانت الانقلابات بها عنوان، ولم يتحقق منها الإصلاح وتكريم الإنسان، وازداد موقفها حيرة وأصبح بلا عنوان، وأهلنا في موريتانيا يعانون من القاصي والداني إما من فرنسا أو حتى أسبانيا.
السودان صار ملعب الأمريكان، عنوانه الانفصال الآن، وهو مشغول به ومليء بالأحزان، ونسأل الله ألا يقتطع جزء جديد لا في الشرق ولا دارفور، ولا يحرض أحد منهم فيندفع أهله ويثور. أما جزر القمر المنضم الجديد، فأصبح قمرها بعيد، وعاد كالعرجون القديم، ثم صار هلالا وليد، لا يرى إلا بصعود الجبال، وعودته من سطوة إيران نسج من الخيال.     
ويمكننا تلخيص الأحوال في بعض مأثور الأقوال، ربما توصف الحراك السيال.
·       مصر تحصر الفساد حصر، وستنهض لتعيش العصر، وستقود الأمة  نحو طريق النصر..
·       ليبيا في تعبئة شعبية، وتخطت مرحلة الفوبيا.
·       تونس تخطت الصعاب، ونتمنى أن يكون حال شعبها الآن بعد كشف العذاب كحال قوم يونس.
·       الجزائر الوضع فيها حائر، لكنها لن تتخطاه بدون خسائر، وسيقود فيها أهل البصائر.
·       المغرب الفساد والتعتيم ليله محدق، وشمسه أوشك أن يكون لها مغرب.  
·       موريتانيا يمكن للشعب أن يثور على الانقلابات ويرفض تدخل فرنسا وأسبانيا.
·       السودان مشغول بالانفصال ومليء بالأحزان ومرصود من الأمريكان.
·       جيبوتي نسينا أنها دولة عربية ورغم ذلك فلابد أن تحيي ولا تموتي.
·       الصومال تفتت وعودته محال إلا أن يعود أهل الشمال وتركه لأثيوبيا وبال.
·       اليمن السعيد سيعود من جديد لكن الحذر من المتربص الشرقي البعيد.
·       عمان معزولة عن العالم  ووضعها ليس في أمان.
·       الإمارات أهلها في اتئاد ووضعها في ثبات.
·       قطر أهلها في بطر ووضعها ليس في خطر وتحالفها مع إسرائيل وأمريكا وإيران جعل الكل منها ضجر.
·       البحرين المذهبية إلى أين فطريق الإصلاح أصبح طريقين.
·       الأردن أذان الإصلاح رفع ومؤذنه قد أذن ولا بد للملك أن يذعن.
·       الكويت كمثل العنكبوت اتخذت بيتا ضعف وهوان وعلى الباب إيران.
·       العراق مذهبية وطائفية وقهر وظلم وعراك وعرب بعيدون بعد الفراق.
·       سوريا أسد يأمر بالبر في ثياب الواعظين وصمت رعب فريسته من الشعب يخشبها وتحدق بالماكرين، وسوريا العلويون فيها سطوتهم عليا.
·       لبنان أرض الجنان خربتها الطائفية والمارونية وإسرائيل وسوريا وإيران.
·       فلسطين عشقت أرضها الملايين، وتركتها للصهاينة الملاعين، وتصارع على الفتات بقية المشردين.
·       أما بلاد الحرمين فهي مقر الدين ووضعها مستتب وستكون للكنانة خير معين.
·       جزر القمر منضم جديد، متواري مثل الهلال الوليد، وليس له من اسمه نصيب.