إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

مسترق السمع ومصطنع الصمم

مسترق السمع ومصطنع الصمم
يمر بجوار الجدر ملقيا سمعه ومترجلا على أخمص فدميه، تلتقف أذنه الموجات الصوتية الصادرة عنها فيطلع على تفوهات الألسن وما تخفي الصدور، تهافته على التنصت واستراق السمع يجعل رائحة التجسس تفوح منه فينبذه الناس.
 أما مدعي الصمم يسعى بين الناس وهم مطمئنين لترسيخه الانطباع لديهم بصممه، تسمع أذنه ما يحلو لها من كلمات، ويملأها الوقر عندما لا تريد السمع، شدة بأسه وسعة مكره تجعله يوحي للناس أنه غير آبه لما يقولون بينما تسجل ذاكرته ما تستصيغه من بيانات.
تقابلا فنظر كل منهما للآخر نظرات لؤم، أمسك مصطنع الصمم أذن مسترق السمع وفركها قائلا له: من أي مدارس المخابرات أنت، قال: من المدرسة الغربية، قال: أعلم ذلك ولكن خذ هذه مني: لا تسمع إلا ما ترغب فرب كلمات تتهافت عليها لا تفيدك ككلمات تلقى عليك.   
رغم أنهما وجهان لعملة واحدة ومشتركان في ظاهرة التجسس والنبذ من الناس، إلا أنه اكتشف مؤخرا أن متصنع الصمم خريج الموساد أخبث من مسترق السمع حريج المدرسة الغربية، وكلاهما يصلح للعمل في عمليات تخريب الأوطان، فتلك النوعية من البشر لا أرض لها ولا عنوان، ويبيعون الغث والثمين بأبخث الأثمان، وهم من يبحث عنهم كيان الاستيطان.  


الأحد، 18 سبتمبر 2011

فوضى الإعلانات لمرشحي المجلس الموقر

فوضى الإعلانات لمرشحي البرلمان الموقر
يبدأ الموسم الانتخابي الجديد بعد الثورة بانطباع جديد صنعته أحداثها، فبعد نظام تزوير الانتخابات وتزييف الحقائق، هبت رياح الاختيار الحر وبدأ الشعب يوقن مدى أهمية صوت كل فرد فيه، وقد ظهر ذلك جليا في استفتاء الدستور في مارس الماضي، حيث تكالب الناخبون على اللجان في طوابير الديمقراطية التي فاقت في أطوالها طوابير الخبز، التي لطالما صبر عليها وثابر فيها المصريون، وقد شعر كل منهم بأهمية صوته لذلك فإن انتخابات مجلسي الشعب والشورى في 2011م، ستكون مزدحمة بالمرشحين وغزيرة الحضور للناخبين.
إن جو الحرية الجديد تجلى في عدد المرشحين الجدد الذين ينوون الترشح للدورة القادمة، وقد ظهر ذلك من خلال اعلاناتهم الانتخابية التي تنوعت مابين لافتات قماشية وملصقات ورقية وكتابات جدارية في الطرق والشوارع وعلى أسوار المباني العامة ومنازل المواطنين.
ورغم الفرحة بهذا التنافس الشريف والازداحم الديمقراطي في نسيم الربيع العربي إلا أن تلك الإعلانات على الحواجز الأسمنتية بالطرق السريعة (طريق بنها- المنصورة، خير مثال) وعلى جدران المنازل (جدر منازل البسطاء ومنهم جدار منزلي) وأسوار المنشآت العامة وأعمدة الإنارة وغيرها من ألوان الاعلانات، ستخلف تلوث بصري وإضرارا بالمظهر العام، وفي الوقت ذاته تولد شعورا لدى المواطنين باستغلال المرشح للملكيات العامة والخاصة في سبيل التعريف بنفسه وذلك توفيرا للنفقات، واستخدام كل الطرق المتاحة وغير المتاحة في سبيل الوصول إلى المقعد.
والسؤال المطروح: كيف يستطيع المرشح الذي نجح ونال رضا الناس أن يسن ويشرع ويراقب بعد أن شوه ولوث وأخل بالبيئة التي يعيش فيها، وبعد أن استغل الملكيات العامة والخاصة؟ وكيف نحاسب المرشح الذي لم يوفق لإصلاح ما أفسده وإزالة ما شوه به الطرق والشوارع والمنشآت.
لذلك أقترح على الحكومة الحالية أن تسند إلى المحافظات ورئاسة الأحياء ومجالس المدن والوحدات القروية تولي إعلانات المرشحين من خلال إنشاء وسائل إعلان حضارية، مثل لوحات إعلانات الطرق بكافة أنواعها، كاللوحات المضيئة على أعمدة الإنارة واللوحات النيون على الأبراج  السكنية والملصقات على اللوحات الخشبية والمعدنية في الميادين العامة وغيرها من لوحات إعلانات الطرق، ويتم التعاقد بين المرشحين وتلك الجهات لعمل تلك الإعلانات بأسلوب منظم وبشكل حضاري لنشر إعلاناتهم والتعريف بهم للمواطنين، وبذلك تدر دخل جيد لتلك الجهات الحكومية لصيانة مرافق الدولة، وتخرج عمل حضاري منظم، ويتم بعد ذلك إعادة استخدام تلك اللوحات في الانتخابات المتتابعة، سواء أكانت انتخابات برلمانية أو نقابية أو محلية أو حتى رئاسية.
إن تغيير السلوك ومراقبته والاهتمام بالمظهر الحضاري بعد مهم جدا بعد الثورة يجب التركيز عليه حتى ينتج المجتمع مرشح غير مستغل للممتلكات العامة أو الخاصة، فينعكس ذلك على أدائه في السلطة التشريعية لينتج تشريعات وقوانين غير معوجة تنظم أداء السلطة التنفيذية وتقوم سلوك المجتمع ككل.