إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 26 نوفمبر 2011

معية


يمسك بالأصابع الغليظة التي تلتف حول يده الرقيقة وتحنو عليها فتشعره باحتواء الأبوة، ينظر إلى السماء فإذا بوهج ضوء يرسل النور إلى تلك العينين الخضراوتين البراقتين فتزيدهما بريقا ونضرة، يلحظ مسيره معه أينما غدا، ورواحه معه كلما راح، إذا سارع الخطى تسارع معه وإذا وقف وقف، إذا انطلقت مركبته فإذا به ينطلق معه يتوارى خلف الأشجار والكتل الخرسانية وما يفتئ يدخل الشك قلبه بفقده إلا ويلقاه أمامه وجها لوجه، يبتسم الأب بعدما تابعه بشغف قائلا: أتدري عن من نور وجهه أشد ضياءا من هذا الضياء ووجوده معك أشمل من هذا القرب وأنت في معيته في كل حركة وسكنة، لا تدركه أبصارنا وهو يدرك أبصارنا، وله المثل الأعلى إنه خالقنا وخالق هذا القمر إنه رب العالمين، تذكر ذلك وهو يمسك بيد سبطه الذي ورثت جيناته من جده أنه في معية الله