إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 19 نوفمبر 2011

من ينتخب من ولماذا؟


من ينتخب من ولماذا؟
دورة انتخابية جديدة بنكهة مختلفة تأتي بعد سقوط نظام زور ودلس وغير في نتائج انتخابات سابقة، عزف عنها الشعب لعلمه مسبقا بنتائجها وطرح ثمارها الفاسد.
تأتي انتخابات 2011 بعد ثورة يناير التي لم تسطع أن تبدل أو تغير كثيرا من الأنماط المعيشية لفئات كثيرة من الشعب ورغم جو الحرية النسبية الجديد إلا أن هناك كثير من الضبابية في تلك العملية الانتخابية فمن ينتخب من ولماذا؟
المواطن المصري أحد أطراف المعادلة الذي سيدلي بصوته في انتخابات ما بعد الثورة زادت همومه ومشكلاته وتعقدت حياته أكثر رغم الآمال التي بنيت على نتائج هذه الثورة، فالمشكلة الأمنية كرست سياسة البلطجة وجرأت الكثير من الخارجين على القانون على المواطنين، علاوة على زيادة أعبائهم من الاحتجاجات الفئوية وقطع الطرق وقلة السلع وعدم التحكم في أسعارها فشغل المواطن الشاغل هو لقمة عيشه ورفع مستوى معيشته بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة بعد أن فقد الأمل في كثير من أحلام التغيير بعد الثورة فمستوردو السلع والتجار المحتكرين مازالوا يتحكمون فيها وخصوصا السلع الإستراتيجية كاللحوم والزيوت والحبوب وكثير من السلع الأخرى التي ترتفع أسعارها عن السعر العالمي، كما أن الحكومة الورقية لم تحد من التعريفات الجمركية والضرائب على كثير منها فسعر السيارات مثلا أعلى من مثيله في الدول المجاورة التي هي أغنى بكثير، ولم تفي الحكومة أيضا بوعدها برفع الحد الأدنى للأجور ووضع حد أقصى لها في ظل التهام ثلة من الناس للكثير من الأموال وبذلك يظل عجز الموازنة قائم بصورة فجة ويظل معها حال المواطن ووضعه الاجتماعي هاجس يشغله ويجعله يجري وراء لقمة عيشه فيتشتت ذهنه عن أي اختيار سياسي في الانتخابات القادمة.
أما معضلة من يُرشح ويأتي في تلك الانتخابات لينتخبه الناس فأصبحت أكثر تعقيداً فكثير من المرشحين ترشح من قبل الثورة في الانتخابات السابقة وبذلك فهو إما ساهم فيما آلت إليه الدولة قبل الثورة سواء كان عضو حزب وطني أو أي حزب كرتوني أخر، أو أن يكون قد دخل الحياة السياسية من قبل وكانت له تجربة فاشلة في التغيير وليس لديه من الأفكار والقدرات ما يحقق ذلك، أما باقي المرشحين وهم الكثرة التي أتت بعد الثورة وهم لا يعرف عنهم المواطن شيء ولا يدري عن خلفياتهم ومعظمهم يربط معظم سيرته الذاتية بأحداث الثورة وما بعدها، يضاف إلى ذلك اتساع الدوائر وتعقد نظام الانتخابات وتعدده ما بين الفردي والقائمة.
أما لماذا الانتخابات؟ فمن البديهي أن تكون الإجابة لاختيار حكومة يقرها البرلمان الجديد ويكون رقيبا عليها، وتشكيل لجنة لوضع الدستور وتعديل كثير من الأوضاع القانونية التي يصيبها العوار منذ فترات طويلة، وترشيح رئيس للجمهورية، فإذا كان المجلس العسكري سيضع وثيقة السلمي عصا في عجلة الديمقراطية القادمة، وستكون تلك الوثيقة السيف المسلط على رقبة الشعب قبل هذه الانتخابات، أويتم تطعيم الحكومة الجديدة بأفراد غير مرغوب فيهم أو فرض أسماء وكيانات لا محل لها في النظام الجديد، فلا داعي لتلك الحيرة التي يوضع الناس فيها لاختيار من يمثلهم، ولا داعي لإشغالهم عن لقمة عيشهم التي لن يتركوها ولن يتتعتعوا عن السير خلفها، لأن الديمقراطية أبدا لن تجلب لهم قوت أولادهم.          

طابور العيش


طابور العيش
يوقظه من ظهر أبيه بعد أن كان يغص في سبات عميق، ليتكون في رحم أمه فيخرج ليصطف متخذاً دوره، ينظر إلى النافذة التي ينتهي عندها الطابور فيملأ صدره الأمل في الحصول على نصيبه منها، تخرج أطيب الأرغفة وأشدها نضجا وتفقيعا لمن لا يلتزمون العيش فليس على المترفين حرج، أصحاب الصوت العالي والذين مردوا على أخذ الحقوق بالقوة يحشرون أنفسهم ليأخذوا ما ليس من حقهم عنوة مكرهين المصطفين على ذلك، يقترب من النافذة فيلتهب صدره شوقا للحصول على ما قسم له منها، يمد يده بمال الدنيا في النافذة للحصول على ما تمنى، حينئذ تنتهي حياته عندما يجيبه ملك الموت من نافذة الآخرة المظلمة "خلص العيش ياسيد".     

الخميس، 17 نوفمبر 2011

وجهات

وجهات
كلٌ يراه بعين طبعه، ويعمل معه على شاكلته، فلكل منهم وجهة هو موليها، فهؤلاء أهل الطب يستعينون به في تطهير الجروح والأجساد، وهو لاعب أساسي ومكون رئيس فيما يتناوله المخمورون والسكارى في مشروباتهم المعتقة، كما أنه أنيس الرحيق ومزيج عبير العطور في زجاجات العطر، أما المقعدون والمتقاعدون من ذوي المعاشات فإنه نصيرهم في ارتفاع مزاجهم بصعود فنجان القهوة، أما الحرفيون والمهنيون فأشغاله معهم لا حصر لها.
حينما حدثت الأزمة وندر وجوده، تصارعت عليه قوى الحق والباطل فأخرجوه من قمقمه، وكسروا قنينته فسكبوه، تطاير السيد كحول من حرارة الموقف، وأوصى بني البشر قبل أن تصعد روحه عالياً أن استبقوا الخيرات.   

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

هل يعود الشعب المصري للمربع صفر؟


هل يعود الشعب المصري للمربع صفر؟
"25 يناير" العنوان الكبير الآن وحديث الساعة ولغة العصر، إنها الثورة التي غيرت مسار الأمة وإن اختلفنا على اكتمالها أو بلوغ أهدافها، إلا أنها غيرت مسار الدولة المصرية ومن ورائها العربية نحو طريق حتى وإن لم تكتمل معالمه ولم تتعبد راوفده، إلا أنه الطريق الأفضل والأحسن من المسار السابق الذي كان له منتهى وحيد مظلم، إنه كان مسار الحاكم حتى آخر نبضة قلب حتى وإن كانت تلك النبضات على أجهزة التنفس الصناعي، إنه كان مسار التوريث والحاشية الفاسدة التي كادت تهلك الحرث والنسل إنه كان مسار تزاوج السلطة والثروة وتحكم رجال الأعمال بالنظام السياسي الذي يخدم مصالحهم ويزيد من فحش غناهم على حساب إفقار فئات أخرى من الشعب المصري.
لا شك أن المسار القادم أفضل بإذن الله ولا شك أنها حسنات ودرجات تحسب لصالح شعب عانى ويلات خنوع لنظام فاسد لعدة عقود، تمرس فيه على الظلم والفساد وساعده سكوت شعبه عن مظالمه.
نعم خلع النظام ويتم محاكمته ورموز فساده وهرب من هرب وسجن من سجن وتفرقت شلة الظلموبذلك فرغت سلطات وشغرت مناصب وصار على الشعب الآن اختيار من يتولى تلك المناصب وهذه السلطات التي تدير الدولة الجديدة.
بقي الآن التخلص من بعض ألافات والأنماط التي اكتسبها الشعب ليواجه النظم الفاسدة بقرارتها الخاطئة وقوانينها الباغية حتى كيف حياته مع تلك النظم فأصبحت الآن عادات وأنماط حياة يجب أن تتلاشى ويتخلص منها الشعب حتى لا يعود إلى لمربع صفر بعد الثورة.
فهل يراقب الناس الله في أعمالهم وفي حركاتهم وسكناتهم بعيدا عن التفتيشات المفاجئة في العمل، وهل ينظم السير بعيدا عن مراقبة الشرطة والأمن، هل تتلاشى ظواهر الرشاوى والاكراميات والدخاخين وتنتهى عبارات كـ "حمدالله على السلامة يابيه" و "الحلاوة ياباشا"، هل يتخلى التجار عن الاحتكار واستغلال الأزمات، والصناع عن الاهمال ويكون هناك اتقان ومراقبة جودة ذاتي، هل يتوقف الزراع والفلاحين عن التهام الرقعة الزراعية في الدلتا، هل يظل موظفو الحزب المنحل في أماكنهم يمارسون سلطاتهم يشرعية الواسطة والمحسوبية التي خولتهم تلك المناصب.
أسئلة يجب عنها الشعب المصري وحده عندما يبدأ تدريجيا في التخلي عن تلك الأنماط وعندما يختار نظام جديد يخول له سن تشريعات ويساعده على تطبيقها دون إبطاء عندها فقط تكون قد حدثت الثورة.


عجرفة نفس


عجرفة نفس
تراوده وتحدثه عن زمن الكثرة العددية التي لطالما تتباهى به أمامه، ثم تعاود وسوستها له عن كيفية تبدل الحال وسوء المآل بعدما أتى هذا الدخيل ليربو ويكثر ويفرض حكمه، يحاول درأ تلك الأباطيل لائما إياها عن حكم بني عقيدتنا وكيف أذاقونا سوء العذاب وكيف أننا لم ننعم بحريتنا إلا في ظل وكنف هذا الدخيل الذي ما شعرنا معه أننا غرباء عن أرضنا، تتحجرش داخله مؤنبة إياه، لقد جاء هنا غريبا ولم يكن في هذه الأرض أحد من أبنائه لذا فهو غاز لنا، بصعوبة يحاول ابتلاع ريقه ناهرا إياها،هذا سر براءته فإنه متأصل هنا بنا، وأبناؤنا هم من اتبعوه لحقه وعدله، هذا سر رسوخه وبقائه هنا وفي كل أرض، قالت أوليس غازيا هو وأبنائه الكثر، قال إن أبناءه الثمانين هم أصل هذه الأرض وأبناءنا الخمس هم جزء منهم فلم أعهد منذ فجر التاريخ أن يكون الغازي وأتباعه أكثر من المغزو وأتباعه أو أن يحمي ويرعى الغازي المغزو كما فعل معنا، كل التجارب تؤكد محاولات الغزاة استئصال شأفة أصحاب الأرض، لذلك فلا ينطبق عليه هذا النعت ولا يغرنك ضعفهم ووهنهم الآن.
في عيد ميلاده جاءه يمد إليه يده مصافحا ومهنئا، سارعت لتحول بينه وبين تلك اليد الممدودة، فبادله المد ترددا وغلل لتظهر على وجهه علامات القنوت والارتباك، عندما اختلى بها أنبها ودحض حجتها وأيقن أنها هي من أوصلته إلى هذا الحد من التمرد على صاحب الدار مستعينة بالهوى والشيطان وبعض من أذاق أجدادها سوء العذاب، حينما أوشك على الانتصار عليها بعد هذا الصراع، طرق الباب صحبة السوء فأرجعوه إلى المربع صفر.