إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

عجرفة نفس


عجرفة نفس
تراوده وتحدثه عن زمن الكثرة العددية التي لطالما تتباهى به أمامه، ثم تعاود وسوستها له عن كيفية تبدل الحال وسوء المآل بعدما أتى هذا الدخيل ليربو ويكثر ويفرض حكمه، يحاول درأ تلك الأباطيل لائما إياها عن حكم بني عقيدتنا وكيف أذاقونا سوء العذاب وكيف أننا لم ننعم بحريتنا إلا في ظل وكنف هذا الدخيل الذي ما شعرنا معه أننا غرباء عن أرضنا، تتحجرش داخله مؤنبة إياه، لقد جاء هنا غريبا ولم يكن في هذه الأرض أحد من أبنائه لذا فهو غاز لنا، بصعوبة يحاول ابتلاع ريقه ناهرا إياها،هذا سر براءته فإنه متأصل هنا بنا، وأبناؤنا هم من اتبعوه لحقه وعدله، هذا سر رسوخه وبقائه هنا وفي كل أرض، قالت أوليس غازيا هو وأبنائه الكثر، قال إن أبناءه الثمانين هم أصل هذه الأرض وأبناءنا الخمس هم جزء منهم فلم أعهد منذ فجر التاريخ أن يكون الغازي وأتباعه أكثر من المغزو وأتباعه أو أن يحمي ويرعى الغازي المغزو كما فعل معنا، كل التجارب تؤكد محاولات الغزاة استئصال شأفة أصحاب الأرض، لذلك فلا ينطبق عليه هذا النعت ولا يغرنك ضعفهم ووهنهم الآن.
في عيد ميلاده جاءه يمد إليه يده مصافحا ومهنئا، سارعت لتحول بينه وبين تلك اليد الممدودة، فبادله المد ترددا وغلل لتظهر على وجهه علامات القنوت والارتباك، عندما اختلى بها أنبها ودحض حجتها وأيقن أنها هي من أوصلته إلى هذا الحد من التمرد على صاحب الدار مستعينة بالهوى والشيطان وبعض من أذاق أجدادها سوء العذاب، حينما أوشك على الانتصار عليها بعد هذا الصراع، طرق الباب صحبة السوء فأرجعوه إلى المربع صفر.