إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 3 سبتمبر 2011

من شر ما خلق


  
من شر ما خلق
أميطت العصابة من فوق عينيه ففاجأه ضربا باليمين، طرحته الصفعة جانبا فألقي على أحد جدران الغرقة الخاوية، اقترب منه ثم قابله بصفعة أخرى بشماله أصمت أذنه لدقائق ثم ظلت تمكأ طوال فترة التحقيق.
التقط زميله الخيط قائلا: ويحك ما هكذا يعامل ذوو الفطنة والكياسة ثم اختلى به أمرا له بكوب من النعناع لعله يأتي بنتائج مأمولة.
في جمعة الصمود أثناء إشهاره إحدى اللافتات التي تطالب بازالة كيان الظلم واقامة كيان العدل في جنوب الميدان لمحهما بطرفه يهرعان على تخوف من المبنى الأمني القابع خلف مصرف التنمية والائتمان حيث لا أمن ولا امان ولا تنمية ولا ائتمان بل دين وديان لمحهما يتواريان من سوء عاقبتهما وقد تطاريت خلفها وثائق أسرار الظلم.
التقط إحدى الوثائق المتطايرة فوجد عليها اسمه وسنه ومهنته وكانت صلاة الفجر في جماعة فيها تهمته فزاذ ذلك من صموده وهمته.
بعدما تهاوت بيوتهم وخوت بما ظلموا أخذ على نفسه موثقا أن تظل التهمة القديمة ملصقة به طول العمرفهي بالطبع شرف له.
وهنالك تفتق ذهنه بحكمة جديدة قرر تدوينها بمدونته تقول : "تهمة الظالم شرف المظلوم".


الخميس، 1 سبتمبر 2011

الشعب ما بين رفض التنحي والاصرار عليه

الشعب ما بين رفض التنحي والاصرار عليه
عندما يجتمع الناس على رأي ما أو موقف ما، فاعلم أن هذا الرأي هو الصائب والصحيح، لأن اجتماع معظم الناس عليه فيه دلالة على تحري الصواب وتجنب الخطأ، وهذا شيء ذاتي يتجه الناس نحوه بالفطرة التي فطر الله الناس عليها، لذلك يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فيما معناه: "أنتم شهود الله في الأرض"، بمعنى أنه إذا شهد الناس بصلاح إنسان أو فساد آخر فهذا صك مجتمعي وشهادة ربانية لهذا الانسان أو ذاك.
لقد وُضع الشعب المصري في موضعين مختلفين ليقول كلمته، وذلك في فترة زمنية لا تتعدى الأربعة والأربعون عاماً ففي عام 1967م وبعد هزيمة 5 يونيو 67 بأربعة أيام، قرر الرئيس الراحل/ جمال عبد الناصر، التنحي عن السلطة اعترافا منه بالخطأ وتحملا للمسئولية التي وضعت البلاد والعباد في هذا الموضع المذل بعد تلك الطامة التي ألمت بالحبيبة مصر بعدما كادت أن تناطخ الكثير من القوى الكبرى في هذه الفترة الفاصلة في تاريخها.
وبالرغم من الفرق الشاسع في تكنولوجيا الاتصال وامكاناته وآلياته في أحداث ثورة يناير 2011م، وبين محدودية الاتصالات والمواصلات في أحداث التنحي للرئيس الراحل، ورغم بعض أعمال التعبئة والتحشيد التي قام بها بعض مسئولو الاتحاد الاشتراكي آنذاك، إلا أن معظم الشعب قام عن بكرة أبيه لرفض هذا التنحي رغبة منه في بقاء الرئيس في منصبه رغم حدوث بعض الأخطاء التي أدت إلى تجرع مرارة الهزيمة.
أما في ثورة يناير 2011 ويعد مرور 44 عام على تلك الأحداث فقد خرج الشعب ذاته ليقول كلمته، ولكن هذه المرة ليس لرفض التنحي بل للإصرار عليه وابعاد شخص ما عن منصب الرئاسة بنفس الاصرار على رفض التنحي عن نفس المنصب من شخص آخر منذ 44 عام، ولقد لعبت تكنولولجيا الاتصالات والمواصلات دورا حيويا في إنجاح هذه الثورة، ورغم أنها جاءت بتخلي وليس بتنحي إلا أن الشعب في النهاية قال كلمته.
ترى ما الذي جعل شعب عظيم مثل الشعب المصري بخرج ليبقي على رئيس في منصبه ثم يخرج مرة خرى ليخلع رئيس آخر من منصبه؟ هل هي الكرامة التي أهدرت وفقدت بعد أن كانت في أوجها في فترة الرئيس الأسبق ثم تدنت وفقدت ثم تلاشت في عصر الرئيس السابق؟ أم هو الفرق بين الشعور بالظلم والهزيمة من عدو والشعور بالظلم والهزيمة من بضعة أفراد من المفترض انهم قائمون على أمر هذا الشعب وهذا الوطن؟ هل هو الفرق بين شخصيتين الأولى كان شغلها الشاغل وهمها الأول حفظ كيان هذا البلد والولوج به في عصر التقدم الصناعي والعلمي، وبين شخصية أخرى كانت تتميز بالامبالاه تريد الجمود وابقاء الوضع هادئا بين الأعداء حتى ولو على حساب الكرامة؟
لسنا هنا بموضع مقارنة أو تمييز، ولسنا بصدد تفضيل أشخاص على آخرين أو تزكية أفراد دون غيرهم، ولسنا أيضا في موضع تجريح لأحد أو مجاملة لأحد، ولكننا أمام مفارقات تستحق الدراسة والوقوف على الأسباب التي تجعل أمة تتحرك تحركين في اتجاه معاكس في زمان ومكان واحد. لذلك فلندع التاريح يقول كلمته والحكم والشهادة للأمة والمجتمع الذين هم شهود الله في الأرض.