إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 17 مارس 2011

حذاري أيها العرب من شر قد اقترب

في خضم المعارك الجارية الآن لتحرير دولة ليبيا من براثن النظام الذي أحكم قبضته على الوضع الليبي لأكثر من أربعة عقود، فأصابه بنوع من الجمود، ولم تستفيد الدولة من خيرات ومقدرات كانت من الممكن وضعها في مكانة متقدمة بين الدول لو سخرت تلك الخيرات في بناء دولة حديثة قادرة على استيعاب تكنولوجيات جديدة، وتوطين صناعات ومشروعات زراعية كانت من الممكن أن تنقل الدولة الليبية نقلة نوعية، وذلك لكثرة خيرها وقلة سكانها، إلا أن النظام الأهوج ضيع ثروات البلاد في مناطحة العناد بعمليات فاشلة ضد دول أوربية وأمريكا ففرضت العقوبات وضيعت الأموال وسلمت الأسلحة.
اليوم قام الشعب وثار بعدما تطهر جيرانه عن اليمين وعن الشمال، فبات في وضع أبى فيه إلا يقوم هو الآخر بعملية تطهير تجعله يعيش نقي وسط جيران طهروا أنفسهم من دنسهم فأصبح ينظر إليهم على أنهم قدوة وأصبح ينظر لهم بنظرة غبطة.
ولأنه نظام جاحد أهوج فهو لن يسلم بسهولة كما قال، بل سيتركها أرضا محروقة وسيقاتل لأخر طلقة ولآخر جندي كما قال، لأنه يدرك أنه إما هو وإما الفوضى، ولأن الفوضى شيء عشوائي لا يمكن السيطرة عليه ولا يمكن التنبأ بنتائجه فإن التأخير في حسم المعركة الليبية هو خطر يحدق بنا جميعا فالغرب يستغل الأحداث ويوظفها لصالحه بقدر المستطاع فهو لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء وينتظر حتى يتحالف مع المنتصر فهو يبطئ قرار حظر الطيران لعل المعركة تحسم لصالح النظام ويعلن أنه جمد أموال وذلك غير صحيح بدليل الإمساك بناقلة نفط على يد الثوار متجهة من اليونان إلى طرابلس الغرب بعد شهر من الأزمة، لذلك فالموقف العربي يجب أن يحذر تكرارا لسيناريو احتلال العراق للكويت فيتحالف مع الغرب فيأتي بجيوشه لليبيا لضرب طرف ثم يمكث في ليبيا ويقوم بإنشاء قواعد عسكرية دائمة وهذا خطر على الأمن القومي المصري والعربي، وبهذا يعاد سيناريو حرب الخليج الثانية بين العراق والكويت.
وكذلك الوضع في دول الخليج في هذه المرحلة غير مبشر، فأزمة البحرين تتفاقم وإيران تأبى إلا أن تحصد مكاسب سياسية من هذه الثورات وهذا الحراك في العالم العربي، وذلك بتحريك أذنابها في الخليج للحصول على مكاسب سياسية في حين أنها تكبت الإرادة السياسية لمواطنيها السنة في الأهواز وفي اقليم بلوشستان في الجنوب الشرقي وحتى داخل العاصمة طهران، والغرب أيضا ينتظر ليوازن الوضع ويتحالف مع الطرف العربي في منطقة شمال إفريقيا تارة للقضاء على أحد طغاتهم، ويتحالف مع الطرف الآخر في دول الخليج تارة أخرى لكسب مواقف سياسية مع إيران، المهم أن يحقق مصالحه ومكاسبه على حسابنا وأن لا يدعنا لتقوم لنا نحن العرب قائمة، فهذا هدف أصيل للفرس والروم ضد العرب، وأرضنا هي ملعبهم التاريخي منذ نشأتهم.
لذلك أوجه نداء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري للحذر من المخططات القادمة التي يقوم بها الاتحاد الأوربي وأمريكا ممثلين بحلف الناتو، لتوريطنا بعمليات تخدم مصالحهم، وتمهد لوجود طويل لهم على حدودنا الغربية، يكفينا إسرائيل من الشمال الشرقي وإيران الآتية بقوة إلى الخليج بأذنابها في البحرين والعراق والكويت وغيرها من دول الخليج.
عفانا الله من كل مكروه وسلمنا من هذه المرحلة الحساسة التي يجب أن نحسب خطواتنا جيدا فيها لأننا بعدها نكون أو لا نكون.     

الأربعاء، 16 مارس 2011

التعديلات الدستورية وضرورة الموافقة الشعبية

بعد بضعة أيام تحتفل مصر والمصريين بعرس ديمقراطي هو الأول من نوعه منذ وجدت، فيوم السبت القادم الموافق 19 مارس 2011م، هو يوم تاريخي في حياة وتاريخ المصريين، فهو اليوم الذي سيقوم فيه المواطن بالنزول إلى صندوق الاقتراع بكل حرية ليعبر عن رأيه ويشارك في مستقبل بلده السياسي دون أن يمنعه أحد أفراد الشرطة، أو يعترض طريقه بلطجي مأجور من النظام. فاليوم الحماية من الجيش والأمن للمواطن في يوم التعبير عن الرأي، وهي مسئولية سياسية يجب أن يتحملها كل مواطن شريف، يدرك قيمة نفسه وقيمة بلد بحجم مصر في المنطقة والعالم.
اليوم أيها الأخوة الأعزاء يستطيع المواطن أن يذهب لصندوق الاقتراع وعنده من القناعة واليقين بأن صوته له قيمة، وأنه مؤثر في الوضع السياسي بعد أن تلاشى هذا الفكر منذ ولادة الجمهورية وحتى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، الأمر الذي جعل الذهاب للصندوق أمر لا يتماشى إلا مع المصالح الشخصية الضيقة لبعض المنتفعين الذين يوالون النظام بوضعه القائم على مصلحته ومصلحتهم.

إن مجرد الذهاب إلى صندوق الاقتراع بهذا التغيير الكبير في الفكر هو بداية الطريق الصحيح نحو الحرية والتقدم المنشود لبلدنا لذلك أقول لكل مقترع ذاهب إلى هذا العرس تذوق طعم الحرية والمشاركة السياسية الجادة، وشارك في صناعة مستقبلك بما تراه مناسبا للمصلحة العامة للبلد، وسواء كان اختيارك رفض أو قبول التعديلات ولكل فرد حرية الاختيار بالطبع، لابد أن أبين لك بعض الأمور التي تلتبس عليك لعلك تكون على بينة من أمرك وهي:
أولا: الدستور المعطل وإن أسقطته الثورة إلا أنه أسقط سياسيا وليس قانونيا، فالدستور هو نص مكتوب وليس فرد حي من النظام السابق حتى نرفضه بما فيه في هذه الفترة الحرجة، ولعل التعديلات الأخيرة تصب في تنظيم عملية التصويت وتفرض الإشراف القضائي عليها، وتعدل شروط اختيار رئيس الجمهورية، وتحدد مدد رئاسته وكذلك تنيط بالمحاكم الفصل في شرعية عضوية مجلس الشعب، فكل هذه التعديلات تخدم العملية الانتقالية بفعالياتها المختلفة، أما الدستور الجديد الذي يطالب به الكثير فهو سيكون بعد المرحلة الانتقالية واستقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد وليس الآن وذلك لطول فترة صياغته.
ثانيا: إن فزاعة الإخوان المسلمين التي كان يستخدمها النظام السابق بدأت في الظهور مرة أخرى على أيدي الخصوم السياسيين لهم، لذلك يجب ألا تنطلي عليك تلك المخاوف التي يسوقها الساسة المتصارعون الآن على التبوء بالمناصب في الوضع الجديد.
ثالثا: إن قصر الفترة الانتقالية التي تعيشها البلاد هي مصلحة للجميع، حيث أن الوضع الراهن دقيق جدا وإن بقيت هذه الحالة طويلا فإنها ستؤثر بالسلب علينا جميعا، لذلك يجب الانتقال بسرعة من هذا الوضع ولن ننتقل منه إلا بالموافقة على التعديلات، والدخول في عملية انتخاب برلمانية، ومن ثم انتخابات رئاسية، يستتب بها وضع البلاد لتعود عجلة الإنتاج وحركة السياحة كما كانت، فتقل الخسائر المترتبة على هذا الحراك، وفي المرحلة المقبلة يكون الإصلاح السياسي بتغيير الدستور متوازي مع الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي للعهد الجديد.
رابعا: لا تتأثر بديكتاتورية الثورة وتمشي مع الصوت العالي فيحركك صخبه واعلم أنه كما للثورة منجزات لا حصر لها إلا أننا يمكن أن نبالغ حتى نضيع تلك المنجزات بتمادينا وهذه هي ديكتاتورية الثورة التي لا نحب أن نراها، واعلم أن الثائر الحق هو من يثور على الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد (رحم الله شيخنا الجليل).
خامسا: الآن أتركك تذهب لصندوق الاقتراع بعد قراءة هذا المقال بخطئه وصوابه واعلم أنه إن لم يفيدك بشيء أو لم يوضح لك جزء من الصورة فانه مردود على صاحبه فأنت تعيش عصر الحرية والديمقراطية واعلم أخيرا أن مصر بين يديك أمانه فحافظ عليها.

لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله

لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وهذا عقاب الله للماكرين، فالجمود السياسي الحاصل في سوريا الآن هو نتاج ممارسات وسياسيات قام بها النظام السوري، هذه الممارسات أفرزت نوع من الخوف والكبت وعدم التعبير عن الرأي أصابت المجتمع السوري منذ عشرات السنين، وأجبرته على المضي في طريق يخالف توجهاته وفكره ومعتقده، وأدت به إلى البعد عن محيطه العربي بداعي المقاومة، بل أجبر النظام شعبه على التقرب إلى كيانات لم يكن لها تاريخ مشرف في الذود عن كرامة الأمة الإسلامية، ولم تعرف بمقاومة الأعداء في يوم من الأيام على مر التاريخ.
إنه النظام الماكر الذي سن سنتين سياسيتين أوشكتا على تدمير العالم العربي، وحاولت كل الأنظمة العربية التأسي بالنظام السوري وتقليده لتمرير هذه الأفعال التي قام بها من قبل، لكن الله قادر على أن يفشل عمل المفسدين، وينجي عباده مما يحاك ضدهم من زمرة أهلكت الحرث والنسل وعاثت في الأرض الفساد.
إن السنة السياسية الأولى التي اختراعها النظام السوري الحالي كانت جريمة بشعة بكل المعايير عندما أقدم حافظ الأسد على دك مدن (حمى، وادلب، وحلب) بالطائرات والمدفعية الثقيلة فقتل عشرات الآلاف من شعبه، وجعلها أرضا محروقة، وخدمه في المضي في جريمته عدم وجود إعلام دولي منتشر ومغطي لكل بقعة على الأرض كما يحدث الآن، فالآن يقلده ويقوم بنفس العمل من كان للبييا وشعبها كابوسا على مدى أكثر من أربعين عاما قلده بغباء وصلف لكنه مفضوح داخليا ودوليا لأن التغطية الإعلامية تكشف دبة النملة في جميع مناطق العالم اليوم، ورغم ذلك ربما تقوم أنظمة أخرى ممن تشملها وتدور عليها عجلة التغيير بهذا العمل الدنيء الذي سنه النظام السوري وصدره عربيا للنظم السلطوية الدموية، وهذه السنة السيئة ستعطل حركة التغيير والتصحيح في العالم العربي لبعض الوقت لكنها بحول الله لن توقفها.
السنة السياسية الثانية التي قام بها النظام السوري المستبد هي أخطر من الأولى بكثير، حيث أنها عوقت الحراك السياسي الطبيعي، وأدخلت المجتمعات العربية في دوامات من الجدل العقيم الذي لا يثمر، بل أشغلت النظم العربية المعاصرة منذ عشر سنوات عن مسارات التنمية والتطوير، وجعلتها تفكر بشيء واحد اسمه "التوريث" فأصبحت كل المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتعليمية والصحية المقدمة من رجال الفكر المتخصصين في هذه المجالات حبيسة الأدراج مثل مشروع الدكتور زويل (الجامعة التكنولوجية) ومشروع الدكتور فاروق الباز (ممر التنمية) ومشروع المهندس ممدوح حمزة (زراعة ما يحيط ببحيرة ناصر من أراضي خصبة) هذا في مصر على سبيل المثال وقس عليها كل المشروعات في الدول المعنية بمشروع التوريث، لأنها ستعلي من شأن أصاحبها المتقدمين بها وستقلل من وزن ورصيد وحجم الوريث أمام الساذجين طبعا من الشعب، وهكذا كانوا يفكرون ويعتقدون. لذلك فمبادرات ومشروعات وأفكار وتحركات الوريث هي المنوطة بالتفعيل والتلميع والتنفيذ لأنها المخرج الوحيد والطريق البديل نحو كرسي الرئاسة، الذي ظنوا أنه بتلك التفكير القميء سيصلوا إلى ما خططوا إليه.
إن مشروع التوريث الذي حدث في سوريا نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي كان محل إعجاب ونظر للنظم شبه الجمهورية على مستوى الوطن العربي، بعدما قام به النظام السوري بكل وقاحة وجرأه منقطعة النظير أمام شعبه، مستغلا تاريخه الدموي السابق ومرهبا شعبا عانى من ويلات الانقلابات والحروب واحتلال الأرض كثيرا، فلم يكن له مخرج من هذا العمل إلا بالصمت المطبق فكانت عينه بصيرة ويده قصيرة تجاه هذا التمرير الممنهج والمفصل للسلطة على مقاس الوريث الذي حضر من الخارج لاستلامها بعد تعديل ما يلزم من قوانين لهذا العمل.
ومنذ ذلك التاريخ انشغلت الأنظمة ببريق الملك الجمهوري، الذي راح ينظر ويحلل بل كاد أن يدخل إلى علم الفلسفة لتحليل المواقف السياسية فيما لا تزال أرضه محتله من قبل الاحتلال الصهيوني، فأعماهم هذا البريق الزائف وأزلف أقدامها لخوض شغف التجربة، التي أوقفت أحوال البلاد والعباد فيما كان العالم يخطو مسرعا في تطور تكنولوجي وصناعي وتجاري فازدادت الهوة وتوسع الفارق أضعافا بسبب هذه السنة السيئة.
إن الأنظمة في مصر وتونس واليمن وليبيا كادت الوصول إلى النقطة التي أوصلت النظام السوري إلى مشروع التوريث، وذلك بتغيير القوانين وحشد المؤيدين وإخراس المناوئين، فعملت على إخراس شعوبها إلا أن لله في الكون سنة أقوى وأكبر من إرادة البشر وهي سنة نصر الله لعباده الذين ينصرونه وسنة التدافع التي من شأنها القضاء على الفساد وسنة رفع دعوة المظلوم التي ليس بينها وبينه حجاب.
فيقول سبحانه وتعالى: "الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" الحج (40)
ويقول:"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين".
لذلك فإن المكر السيئ الذي يحاك للعباد لن يحيق إلا بأهله، فالذين مد الله لهم في الغي والفساد وإن كانوا أول المفسدين، إلا إنهم سينالهم نصيب من التغيير وإن ركنوا إلى التسلط والاستبداد والقوة المستخدمة ضد الناس، ورغم أن فاتورة التغيير ستكون باهظة إلا أنها ستحدث بإذن الله حتى لو كانت هذه الأنظمة القمعية وخصوصا النظام السوري آخر المنزوعين من الأرض وهذا النزع وإن بات صعبا إلا أنه سيكون بغتة بأخذ عزيز مقتدر.