إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 فبراير 2012

دنيا


دنيا
تقف على قارعة الطريق متبرجة ومسفرة عن مفاتن حسنها الخادع بعد أن زينته بمتاع غرورها، ممايلة جسدها البض لإغراء المارة متخذة من شياطينهم وأهوائهم وأنفسهم عضدا لها، يخيل زخرفها المطلي بأصباغ الألوان الاصطناعية مدى المتاع الواهي الذي تمنيهم به.
تتعرض للمنصرفين عنها بمفاتنها، وتعرض عن التواقين إليها الذين يلاحقونها بأسمى النظرات رغم دنو شأنها.
حين توقعهم تواقعهم فيدخلون في علاقة غير شرعية معها، يخترق طول أملهم غشاء بكارتها الوهمي المنسوج بخيوط خداعها العنكبوتية وخيوط خيالهم الواهم فيفضوه دون اراقة قطرة دم منها. على اثره يتفتت قناع زيفها ويتمزع لحم وجهها فيكشف عن شمطاء ذات وجه قبيح.
في نهاية الطريق عند القنطرة تقف منحنية الظهر مجعدة الوجه وقد أثقلتها الأهواء وأقعدتها الآثام، يمرون عليها وقد رسم تاريخها المليئ باللهو واللعب والتنازع والتقتيل والتكاثر والتفاخر والزخارف والزينة، رسم التاريخ على وجهها الغابر خطوط الزمن وآثاره، تتشبث في حلقوم الأشقياء بمخالبها ويتعلقون بشعرها المنفوش حتى هلاكهم بينما يخرج منها المنصرفون عنها من السعداء خروجا لينا وينفذون منها نفاذ السهم من الرمية.