حسرات
من خلف القضبان يرون من كانوا يعرضون عن دعوتهم للتصديق على من يختارونه لهم ليكون ممثلا عنهم في برلمان النظام، فاليوم لا حظر ولا قيود، هذه صفوف الحرية وطوابير الديمقراطية رصتها أيدي الثقة بالنفس والحرية التي انتزعت منهم انتزاعا، اليوم جيش وشرطة في خدمة شعبيهما لا في خدمة من يبلطج عليه، اليوم مواطن تتراقص خلجات نفسه ابتهاجا وسعادة بقيمة اختياره، وقاض يراقب الله فيشعر بقدسية مهنته، عرس يضيئ جنباته البسطاء والمعوزون، عندما يفتك بهم الندم ويشتد تنغيصه لهم، يتمنوا لو أنهم بادون في حكمها وقائمون على أمرها فيقيموا مثل تلك الأعراس ليشاد بهم، ثم تذهب أنفسهم حسرات عليهم وتردف فتسر قائلة: يا ليتنا نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل.