إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

هل يعود الشعب المصري للمربع صفر؟


هل يعود الشعب المصري للمربع صفر؟
"25 يناير" العنوان الكبير الآن وحديث الساعة ولغة العصر، إنها الثورة التي غيرت مسار الأمة وإن اختلفنا على اكتمالها أو بلوغ أهدافها، إلا أنها غيرت مسار الدولة المصرية ومن ورائها العربية نحو طريق حتى وإن لم تكتمل معالمه ولم تتعبد راوفده، إلا أنه الطريق الأفضل والأحسن من المسار السابق الذي كان له منتهى وحيد مظلم، إنه كان مسار الحاكم حتى آخر نبضة قلب حتى وإن كانت تلك النبضات على أجهزة التنفس الصناعي، إنه كان مسار التوريث والحاشية الفاسدة التي كادت تهلك الحرث والنسل إنه كان مسار تزاوج السلطة والثروة وتحكم رجال الأعمال بالنظام السياسي الذي يخدم مصالحهم ويزيد من فحش غناهم على حساب إفقار فئات أخرى من الشعب المصري.
لا شك أن المسار القادم أفضل بإذن الله ولا شك أنها حسنات ودرجات تحسب لصالح شعب عانى ويلات خنوع لنظام فاسد لعدة عقود، تمرس فيه على الظلم والفساد وساعده سكوت شعبه عن مظالمه.
نعم خلع النظام ويتم محاكمته ورموز فساده وهرب من هرب وسجن من سجن وتفرقت شلة الظلموبذلك فرغت سلطات وشغرت مناصب وصار على الشعب الآن اختيار من يتولى تلك المناصب وهذه السلطات التي تدير الدولة الجديدة.
بقي الآن التخلص من بعض ألافات والأنماط التي اكتسبها الشعب ليواجه النظم الفاسدة بقرارتها الخاطئة وقوانينها الباغية حتى كيف حياته مع تلك النظم فأصبحت الآن عادات وأنماط حياة يجب أن تتلاشى ويتخلص منها الشعب حتى لا يعود إلى لمربع صفر بعد الثورة.
فهل يراقب الناس الله في أعمالهم وفي حركاتهم وسكناتهم بعيدا عن التفتيشات المفاجئة في العمل، وهل ينظم السير بعيدا عن مراقبة الشرطة والأمن، هل تتلاشى ظواهر الرشاوى والاكراميات والدخاخين وتنتهى عبارات كـ "حمدالله على السلامة يابيه" و "الحلاوة ياباشا"، هل يتخلى التجار عن الاحتكار واستغلال الأزمات، والصناع عن الاهمال ويكون هناك اتقان ومراقبة جودة ذاتي، هل يتوقف الزراع والفلاحين عن التهام الرقعة الزراعية في الدلتا، هل يظل موظفو الحزب المنحل في أماكنهم يمارسون سلطاتهم يشرعية الواسطة والمحسوبية التي خولتهم تلك المناصب.
أسئلة يجب عنها الشعب المصري وحده عندما يبدأ تدريجيا في التخلي عن تلك الأنماط وعندما يختار نظام جديد يخول له سن تشريعات ويساعده على تطبيقها دون إبطاء عندها فقط تكون قد حدثت الثورة.