إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 21 سبتمبر 2011

مسترق السمع ومصطنع الصمم

مسترق السمع ومصطنع الصمم
يمر بجوار الجدر ملقيا سمعه ومترجلا على أخمص فدميه، تلتقف أذنه الموجات الصوتية الصادرة عنها فيطلع على تفوهات الألسن وما تخفي الصدور، تهافته على التنصت واستراق السمع يجعل رائحة التجسس تفوح منه فينبذه الناس.
 أما مدعي الصمم يسعى بين الناس وهم مطمئنين لترسيخه الانطباع لديهم بصممه، تسمع أذنه ما يحلو لها من كلمات، ويملأها الوقر عندما لا تريد السمع، شدة بأسه وسعة مكره تجعله يوحي للناس أنه غير آبه لما يقولون بينما تسجل ذاكرته ما تستصيغه من بيانات.
تقابلا فنظر كل منهما للآخر نظرات لؤم، أمسك مصطنع الصمم أذن مسترق السمع وفركها قائلا له: من أي مدارس المخابرات أنت، قال: من المدرسة الغربية، قال: أعلم ذلك ولكن خذ هذه مني: لا تسمع إلا ما ترغب فرب كلمات تتهافت عليها لا تفيدك ككلمات تلقى عليك.   
رغم أنهما وجهان لعملة واحدة ومشتركان في ظاهرة التجسس والنبذ من الناس، إلا أنه اكتشف مؤخرا أن متصنع الصمم خريج الموساد أخبث من مسترق السمع حريج المدرسة الغربية، وكلاهما يصلح للعمل في عمليات تخريب الأوطان، فتلك النوعية من البشر لا أرض لها ولا عنوان، ويبيعون الغث والثمين بأبخث الأثمان، وهم من يبحث عنهم كيان الاستيطان.