إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 14 فبراير 2011

البوق الخاوي للنظام المتهاوي


إنه الآن يلعب الدور الجديد، فقد كتب في هذا الصباح مقال فريد، وقال ما أذهلني وجعلني لا أصدق أن يخرج هذا الكلام من هذا الرجل فهو أمر محال، فقال كلمات منها الرأس تشيب، وعجبت لما تفوه به فإنه أمر عجيب.
فحيا الرجل أهل الثورة ومدح شباب العزة ودعاهم باسم البلاد الحرة وقال على حين غرة " أدعو أبناء مصر لكذا وكذا" ولقد دلني على هذا المقال رجل زميل مفضال فقال لو سمحت اقرأ جريدة الأهرام، وهي طبعاً أحد الجرائد القومية للنظام، فقلت: ليس لي بها اهتمام، فقال: من فضلك اقرأ هذا المقال الذي أرسلته لك عن أهل الخطايا، قلت له: أتراني قادم من السرايا، أنا أقرا لأهل الخطايا؟، فقال: لا تقرأ المقال، بل اقرأ ماآلت إليه التعليقات من مآل، فغصبت على نفسي ووضعت أصابعي على عيني، ووضعت يدي الأخرى على أنفي وقلت: بسم الله توكلت على الله، اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، اللهم لا تآخذنا بما فعل السفهاء منا،، وعندما فتحت الصفحة لأقرأ ما تحت المقال من تعليق، رأيت ما به الصفحة تضيق، شتما وسباب، وقدحا وعتاب، وطفق الكاتب مسحا بالسوق والأعناق لأولى نعمته السابقين، فأدركت أن الرجل تلون وجاء بغير ما كان عليه حاله قبل الثورة، وكتب ما يتماشى مع أهل هذه الحقبة، فخرجت مسرعاً في الحال، وأيقنت أنني دخلت مستنقعا من الأوحال، لا يمكن التطهر منه إلا بالدعاء والابتهال، وأن يغفر الله لي ما آل إليه حالي من مآل، فأنا الذي كنت لا أقرأ للكاتب قبل الثورة مقال، أقنعني أحدهم وقال انظر إلى تلون الحرباء في الأدغال، وفحيح الأفاعي بين صخور الجبال، وهنا أخذت على نفسي عهداً بألا اقترب من تلك الزواحف والهوام، فإنها تزحف إلى حيث كثير الطعام والأموال، ولو أني مكانه لاستقلت في الحال، عسى أن يغفر له ربه فهو مغير الأحوال، فهو الذي بدل صاحبنا من حال إلى حال.
ونصيحتي لكاتب المقال: تنحى يرحمك الله كما تنحى وزيرك واستقال.