إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011

أمن أم

أمن أم
يعج قلبها بهم ازدحاماً، يتهافتوا عليها ابتغاء خيرها وحنانها ولمسة يدها لجبينهم المتصبب عرقا، انها تنسل وتطبب وتداوي وتعلم وتربي وتأوي وتحتضن كل أبناءها لا تفرق بين أحد منهم، أشقياؤهم الخارجون عليها الذين برزوا نتوءا في قلبها عقوها ونكروا برها وهم داؤها،أما البررة الذين آووا ونصروا فقد فاض الكيل بهم وضاق بهم ذرعا، ورغم قلة حيلتهم فهم دواؤها ومنعتها وهم رهن اشارتها في كل حين.
في آخر الليل المظلم قامت تتوضأ وتتطهر من ذنوب أشقيائها، لتقف بين يدي خالقها ومولاها، فوجدت أحد أفراد أمنها البررة يحرسها، يقف على كيانها ويستر عرضها، يصد عنها أعداءها ويمنع الأشقياء من العبث بأمنها في فترة مرضها الحرجة، رفعت يدها إلى السماء متضرعة لله وداعية ربها: اللهم بارك لي فيهم واسترهم كما ستروني واحفظهم كما حفظوني، واجعل أبناءهم بارين بهم كما بروني، قبل أن يرحل ذاق حلاوة ذلك في أمواله وأبنائه..