إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 فبراير 2011

قوات الأمن الغذائي

قوات الأمن الغذائي
تخرج علينا تقارير صحفية بين الحين والآخر تذكر بأن عدد قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية يربو على المليون ومائتي ألف مجند.
 ولقد كان لهذه القوة الكبيرة دور مؤثر وقد كانت حاجز في كبير في منع الهبات والاحتجاجات الشعبية، وأجهضت الكثير من تحركات الحشود التي تشكلت كقوى وحركات معارضة كانت تطالب بمطالب شرعية وتغييرات فكرية لسلوك النظام، فكانت هذه القوات درع النظام التي ساهمت في حماية سياسته، وهي القوة التي سخرها النظام لعمل مسافة فاصلة بينه وبين معارضيه، أو هي القوة التي اعتمد عليها لحل مشكلاته السياسية.
وكأي مصري أتساءل عن دور هذه القوات وعن هذا الحجم المبالغ فيه، فهذه القوة البشرية قوة جبارة نستطيع تسخيرها في أشياء أفضل من هذه الأعمال التي تستخدم ضد الحراك السياسي الصحي، الذي يفضي إلى تقويم القرار السياسي وتعديل مساره على الطريق الصحيح للدولة الديمقراطية.
وكأي مصري يحب بلده ويفكر ويقترح من أجل حلول تساعد على تطور وتقدم هذه البلد الآمنة العزيزة على قلوبنا، فكرت في اقتراح يقوم بتسخير هذه القوة البشرية الهائلة الغنية بالطاقة والحيوية في إنشاء مشروعات تخدم البلد وتساعد على سد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج الزراعي والصناعي للشعب المصري، فلو استقام النظام السياسي وأصبح نظاماً ديمقراطياً يشرك المعارضة في صناعة القرار ويقوم على أسس شرعية ودستورية يختارها الشعب، فلن تكون له حاجة لمثل هذه القوة الجرارة ويمكن استغلالها في مشروعات تنمية زراعية توفر الأمن الغذائي للشعب المصري الذي يستورد نصف حاجاته الغذائية.
الاقتراح عبارة عن إنشاء مستعمرات صحراوية لتلك الأعداد الكبيرة من القوات، ويعتمد على قدر كبير منها، (ليكن ثلثيها أو ثلاثة أرباعها) فيتم بناء كامبات ومخيمات لتلك القوات في مناطق صحراوية صالحة للزراعة تقوم على زراعة القمح والشعير باستخدام التنقيط والرش والاعتماد أيضا على مياه الأمطار، وتكون لتلك القوات إدارة خاصة داخل وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع، وتخصص لها معدات خاصة بها كسيارات صهاريج المياه، وسيارات نقل للبضائع وآلات زراعية وجرارات ومعدات تستخدم في تلك العملية التي يمكن أن نكتفي بها ذاتياً من بعض السلع الإستراتيجية المهمة التي ستوفر علينا مليارات الدولارات. كما يمكن تطوير هذا المشروع فيما بعد بشق خطوط لأنابيب المياه بقطر لا يقل عن متر ترفع بمضخات من النيل لتغذية هذه المشروعات ويمكن بعد ذلك إنشاء قرى صغيرة تضم ورش وأعمال حرفية يدرب عليها هؤلاء الشباب الذين يمتهن البعض منهم بمهن أخرى غير الزراعة. ومثل هذه المشروعات  ستجعل كلمتنا من رأسنا لأننا حينها سنكون قد أكلنا من فأسنا.