إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 20 ديسمبر 2010

يحسبون أنهم يحسنون صنعا





على ذكر خبر استعداد فنانة استعراضية بتصوير عدد من الكليبات الجديدة في عدد من المدن السياحية، وذلك للترويج للسياحة المصرية، وكدعاية فنية لمصر في الخارج، وفي نفس الوقت تكون دروسا عملية للمحاضرات التي تلقيها في الخارج لعشاق فن الرقص الشرقي، والتي أكدت أن كل كليب من الكليبات الخمسة سيكون عبارة عن لوحة استعراضية، تصورها في عدد من المدن السياحية كالغردقة، وشرم الشيخ، والإسكندرية، "لأنها ضد أن يصور الفنانون أعمالهم خارج مصر خاصة إذا كان الأمر لا يحتاج لذلك".
أقول هذا ما جنيناه من هؤلاء القوم ما جنينا إلا كآبه المنظر، وتشويه السمعة، وسوء المنقلب، والانحدار الأخلاقي والثقافي، بل وحتى الحضاري. وهنا أتذكر جيدا موقفاً كان صريحاً من اقرب الناس إلينا وهم "الأشقاء الجزائريين" عندما وقعت الأزمة بيننا وبينهم كان لسان حالهم يقول (أنتم بلد الفنانة كذا والفنانة كذا) فبتنا نعاير بهذه الفئة التي مرقت في أعمال لم نجني منها إلا كل خبيث.  الآن أصبح حالنا يرثى له بعد أن أصبحنا في ذيل الأمم والشعوب، لم نعد وجهة التعليم والعلم والثقافة والحضارة كما كان من قبل، ولم نعد وجهة النضال والمواجهة والتقدم والتطور، لم يعد لدينا وزن على الصعيد السياسي والاقتصادي والديني، بعد أن أصبحنا وجهة العراة والمنحلين والمهربين والمفسدين، أصبحنا بلاد المهرجانات الماجنة والعروض القبيحة لقلة من المنتفعين، الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
اليوم نعرف بالعشوائيات وبالكوارث، التي أصبحنا لا نسمع بها في كثير من الدول الإفريقية المعدومة، أصبحنا نعرف بالإضرابات والمظاهرات وبالهجرات غير الشرعية وبالتحرش الجنسي والبلطجية، أصبحنا نعرف بتزوير الانتخابات والغش في الامتحانات، أصبحنا وللأسف بلد تعليم الرقص الشرقي بلا منازع.
اليوم نبذ فريق من الذين يدعون الفن، فكر وأخلاق الأمة، هجروا عادات وتقاليد وقيم مجتمعهم، عاشوا حياة الترف والغلو المادي، صور لهم خيالهم أنهم يتحدثون باسم هذه البلد، وأنهم بهذه الأعمال التي يقومون بها يسوقون لبلد لا تنفع معها تلك البضاعة، لذلك نقول لهم:
بالله عليكم، كفاكم تحدثا باسمنا وباسم مصر، أنتم لا تمثلون إلا أنفسكم ولا تمثلون إلا عليها وعلى قلة من معجبيكم، اتركوا عنكم صورة مصر وما تحدثونه لها من تغيير، اتركوا عروضكم الترويجية، التي أخلت بموازين التقدم والرقي والسمو الفكري والأخلاقي، دعوا مصر وأهلها فهي لا تحتاج إلى حسن صنيعكم المخيل إليكم، لا تشيعوا الفاحشة في الذين آمنوا، حتى لا تكون أعمالكم عليكم حسرات في يوم لا ينفع فيه الندم.
لا تهلكونا بأعمالكم أيها المترفين ولا تشذوا فتهلكون ونهلك معكم في فتنة لا تصيب الذين ظلموا خاصة بل تأتي على الكل لا تفرق ولا تبقي، واعلموا أنكم بوضعكم الحالي في عصر التكنولوجيا بتم في وضع يتخذ فيه الناس منكم القدوة والمثل فلا تكونوا قدوة سيئة ولا مثلاً شاذا، فتحملون أوزاراً وأوزاراً مع أوزاركم.
وفي الختام أسأل الله لنا وللجميع الهداية وألا يهلكنا بما فعل السفهاء منا.