إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 5 يناير 2011

عندما تنفجر الاسكندرية تهتز النوبة




لسان حال المصريين اليوم يقول: كلنا أمة واحدة كلنا نسيج واحد ومن بغى فإنما يبغي على نفسه.
ولهذا رأينا بناظرينا ردود الفعل الواسعة والكبيرة من كل فئات المجتمع، بداية برئيس الجمهورية، ومرورا بالسادة المسئولين والنخبة من المثقفين والكتاب، ورجال الدين  والفنانين، وانتهاءاً برجل الشارع البسيط، الذي حزن أشد الحزن واعتصر قلبه لما حدث.
الرؤية الآن واضحة، بعد انقشاع غبار الحادثة الأليمة، وظهر معدن هذا الشعب الطيب وتوحده في الأزمات، وعلى كل منا أن يبحث عن دوره المنوط به والمطلوب منه، حتى لا نقع فريسة لأعدائنا.
 فالأمن له دور ولابد من كشف ملابسات الحادث وفك طلاسمه وتعرية المتورطين ومن وراءهم، حتى يتبن لمن عادى هذا الشعب أن هناك من يقف له بالمرصاد، بل ويجب أن يكون هناك رد فعل قوي بقوة تلك الفاجعة، حتى لا يخيل لهذا العدو أن هذه الواقعة أو التي يفكر فيها لاحقا ستمر مرور الكرام دون عقاب، كذلك لأجهزة الإعلام العامة والخاصة دور مهم في وحدة صف الأمة، وطرح الردود العقلانية للجمهور لتطييب الخواطر، والبعد إظهار ردود المتشنجة التي صدرت من البعض.
كما أن لوسائل الإعلام دور أيضا من خلال المسئولية الاجتماعية في لم الشمل ومساعدة الأجهزة الأمنية بأي معلومات تساعد على كشف الملابسات فصحافة التحقيقات عليها عوامل عدة في تلك المرحلة.
الدور الآخر للشعب المصري لا يقل أهمية عن دور أجهزة الأمن ووسائل الإعلام، حيث أن لقادة الرأي من النخبة والمثقفين ورجال الدين دور في غاية الأهمية الآن لتوعية الجمهور بشأن المخاطر المحيطة، وحث الناس على التوحد ونبذ التصرفات السلبية التي تساعد على تفاقم الأزمات في المرحلة القادمة.
بقي شيء أخير يؤكد على أن الكل في هذه البلد واحد وأن من يشذ عن طبيعة أبنائها سيلقى مصير الاندثار، فمن يتشدق من الخارج بالحقوق ومن يساعد من الداخل على إلهاب الجرح النازف، والذي يستغل الأزمة لمآرب أخرى فإنه لن يفلح، بل سيفشل بإذن الله لأن أي خلل يصيب البنيان المصري تتداعى له سائر الأركان وأهلنا في النوبة هم جزء من نسيجنا الذي لن ينفصل عنا، والمحاولات الأخيرة لتدويل القضية وتنشيط الانفصال عنا استغلالا لتلك الأزمة، ما هي إلا غباء سياسي أراد به القائمون عليه كسب جولة ولكنهم لم يدركوا أنه عندما تنفجر الإسكندرية تهتز النوبة.