إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 8 مارس 2011

بشرى لكل من وقف ضد ثورة الشعب... هناك مخرج

لاشك أن سلاح الإعلام هو من أقوى الأسلحة التي تستخدمها النظم السلطوية لحجب الأخبار التي تضر بكيانها أمام الشعوب، وكذلك تستخدمه في تمرير الأخبار والصور الذهنية التي تريد تمريرها للشعب.
الآلة الإعلامية لا تقل أهمية عن أدوات القمع التي تستخدمها النظم الديكتاتورية، فهي تستخدمها في رسم الصور الذهنية التي تريدها أمام شعبها، لذلك فهي من الخطورة بمكان لأنها تقوم بعمليات حجب وتدليس للحقائق، كما تقوم بعملية قرصنة فكرية وغسل أدمغة وتغيير اتجاهات، وبالتالي تتحكم في السلوك وردود الأفعال وكذلك في تفكير العقول.
لكن كل ما سبق كان يستخدم في الماضي بكل أريحية من قبل تلك النظم الديكتاتورية أيام كانت الآلة الإعلامية حكرا في يد السلطة فقط، فكانت  الأدوات الإعلامية لا تستخدم بهذا النطاق الواسع وتنتشر بهذه الصور المتنوعة والأشكال المتعددة للاتصالات، أما الآن فالوضع تغير تماما، فالإعلام الموجه انتهى عصره، والحجر على المعلومات أصبح جزءا من الماضي، فوسائل الإعلام وقنواته المتعددة (فضائيات، انترنت، اتصالات محمولة) جعلت العالم كله في متناول يد الجميع، وأتاحت أدق أخباره لكل باحث عنها بسهولة أكثر من الماضي بكثير.
ولأن النظام المصري السابق استخدم هذا الأسلوب بفشل ذريع أثناء ثورة 25 يناير، وتعمد حجب المعلومات والصور عن الجمهور، فيما كان العالم من حوله يعيش مع المتظاهرين في الشارع، ينقل أخبارهم وتعليقاتهم وقفشاتهم وأهازيجهم ليلا ونهارا، فإن التحجج بعدم معرفة الوضع الحقيقي للأحداث أو الوقوع فريسة لعملية تضليل إعلامي هو بحد ذاته كذب وتضليل أشد مما قام به النظام السابق بكثير.
نصيحتي لكل من وقف ضد ثورة الشعب ومطالبه العادلة، بل وصرح بتصريحات متعالية وعنجهية وساخرة من المحتجين كالتصريحات بحرق المتظاهرين، أو وصفهم بالفئة الضالة أو المأجورة، أو وصمهم بتنفيذ أجندات، أو محاولة نسبهم إلى جهة ما، كل ذلك في سبيل إسداء خدمات للنظام السابق ظنا منهم بأنهم لن يخرجوا من كنفه ومظلته التي يستفيدون منها، متخيلين أن سيظلون يعتاشون في ظله هانئين راغدي العيش.
نصيحتي لكل من شوه الناس في ميدان التحرير وألصق بهم التحرش الجنسي، نصيحتي لكل من حاول الاندساس في احتفالات الشعب بالثورة حتى خارج البلاد، فلاقى ما لا يرضيه من الضرب والإهانة لأنه كان من المعادين للثوار، نصيحتي لكم أن تخرجوا من هذا الموقف المحرج الذي سيقطع أكل عيشكم في مصر وسيضيق في رزقكم، بأن تقولوا أن ضللنا إعلاميا من النظام السابق كما قال بعضكم،  هذا مخرج جديد يجعلكم تجدوا موطئ قدم في المجتمع الجديد، عملا بالمثل القائل "إن جالك الغصب اعملو بجميلة" ونحن نعدكم أننا سنغض الطرف عن صدق التصريح من عدمه ولن ننقب في نواياكم، فرغم أن الحجة داحضة إلا أنها كفيلة بحفظ ماء وجهكم بين أبناء المجتمع الجديد. وفي النهاية لدي تعليق واحد على هذا المخرج الساذج ألا وهو "اللي اختشوا ماتوا".