إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

ضمانات العودة إلى طهران


ضمانات العودة إلى طهران
منذ تولي الرئيس محمد مرسي رئاسة الجمهورية بدأت اشارات الغزل السياسي في التردد بين القاهرة وطهران، وذلك لأن جماعة الإخوان لم تنتهج سياسة الصدام مع دولة ايران رغم الوقوف على العديد من الأخطاء الصريحة للنظام الإيراني في السنوات الماضية، وظلت العلاقة بين طهران والجماعة متوازنة بسبب هذه السياسة التي تنتهجها الجماعة مما أثار لعاب الدولة الفارسية وجعلها تلهث خلف إقامة علاقة جيدة م
ع مصر في ظل حكم النظام الجديد.
ويبدو من واقع المؤشرات الأولية للسياسة الخارجية المصرية الجديدة أن الجمود الذي أصاب العلاقات المصرية الإيرانية سينتهي عما قريب، وأن من مصلحة طهران كسر هذا الجمود وتحسين علاقتها بالقطب الإقليمي المصري الذي ستحقق مساندته وتأييده مكسبا سياسيا إيرانيا على المستوى الإقليمي والدولي، ولكن ما هي ضمانات العودة لطهران وهي سبب رئيسي للعديد من مشكلات المنطقة، وهي أيضا المحرك الرئيس لكثير من الخلايا والقوى في العديد من الدول العربية.
هناك العديد من المحاذير التي يجب وضعها في الاعتبار عند اقامة علاقة طبيعية مع طهران، والحرص على عدم تخطي حاجز تلك المحاذير يعد ضمانا لاقامة علاقات سياسية واقتصادية مع إيران.
أول هذه الضمانات هي عدم اقامة علاقة مع طهران على حساب العلاقات المصرية الخليجية والعمل على حل المشكلات العالقة بين طهران ودول الخليج مثل النزاع على الجزر الامراتية في الخليج العربي، وأن أمن الخليج هو من صميم الأمن المصري فلا تبنى العلاقات المصرية الإيرانية على حساب أمن الدول الخليجية .
أما ثاني هذه الضمانات فهو الانتباه لعمليات التشيع ونشر المذهب الشيعي وخصوصا في مصر، فالبيئة المصرية قابلة لذلك بسبب نسبة الأمية والفقر المرتفعين لدينا، فمن المفترض أن تستغل طهران اقامة علاقات جديدة مع مصر للعمل على تنشيط هذا الملف الذي ظهر في عدة دول عربية من قبل.
العلاقات المصرية الإيرانية إن أقيمت فقد يستفيد كل طرف من الآخر سياسيا واقتصاديا منها، فإقامة علاقات طيبة مع مصر يدعم طهران سياسيا على المستوى الدولي، وتلك العلاقات أيضا قد تستفيد منها القاهرة اقتصاديا في عمليات تبادل تجاري وفتح سوق جديدة، لكن لا يجب أبدا أن تبنى هذه العلاقة التي تحبذها جماعة الإخوان المسلمين على حساب أي من تلك الضمانات التي تعتبر صمام الأمان لهذه العلاقات الجديدة.