إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

الخطأ التكتيكي









الخطأ التكتيكي

في ظل مشاهدتنا لكأس العالم هذه الأيام يتردد علينا كثيرا لفظ الخطأ التكتيكي والذي نشاهده دائما في ظل تفوق فريق وسيطرته على مجريات الأحداث، فيكون الخطأ التكتيكي هو سلاح ذلك الفريق المسيطر عندما تفشل هجمته ويندفع الفريق الآخر ليقوم بالرد ويحاول أن يعادل النتائج أو يتفوق. لذا فيقوم أحد أعضاء الفريق المسيطر بعمل خطأ تكتيكي (فاول) لتهدئة الأمور، واستعادة الأنفاس، ورص الصفوف، وتعطيل تفوق الفريق المنافس. كما أن تضييع الوقت والمماطلة هي سمة الفرق المنتصرة في آخر دقائق اللقاءات وذلك لبث الملل واليأس للفرق المنافسة حتى لا تبادر بإحراز الأهداف ومعادلة النتائج.
والخطأ التكتيكي في حياتنا العامة أصبح منتشرا على مستوى الدول والحكومات والأفراد. فهو من وجهة نظري الخطأ المتعمد من جهة ما لتلاشي تبعات ما هو أسو من نتائج الخطأ التكتيكي ذاته على المدى القصير، فتبعات الخطأ التكتيكي تكون أخف وطأة من تبعات المواقف اللاحقة والتي تشير إلى الأسوأ . لذا فإن الأخطاء التكتيكية أصبحت سلاح كل عاجز عن تملك زمام الأمور.
الأخطاء التكتيكية أصبحت كثيرة تقوم على ثقافة تعطيل مصلحة الغير، وعدم تمكينه من إحراز أهدافه، ومن أمثلتها المتكررة في حياتنا اليومية المعاصرة. مثلا عندما يخترع المقاول خطأ تكتيكيا لتأخير تسليم منشأة تأخر صاحبها في تسديد مستحقاته فيكون الخطأ التكتيكي هو سلاح المقاول لتعطيل العمل ولضمان حقه، أو عندما يقوم قائد مركبة بتفادي صدم طفل يعبر الطريق فيتعمد الخطأ بأن يصدم سور أسمنتي أو شجرة فتبعات الإصطدام تكون أهون وأخف من دهس الطفل، كما أن عدم إتقان الصانع في صنعته والعامل في مهنته هي أخطاء تكتيكية لمقابلة تدني الأجور مثلا.
ولدينا من الأخطاء التكتيكية السياسية الكثير من الأمثلة، فتصدير الغاز لإسرائيل هو خطأ تكتيكي قامت به الحكومة لتعديل بعض بنود اتفاقية السلام للسماح بمضاعفة عدد الجنود على الحدود، إضافة إلى زيادة بعض المعدات العسكرية للتصدي لظواهر جديدة كالتسلل والتهريب، كما أن بناء الجدار الحديدي على الحدود بين مصر وغزة هو خطأ تكتيكي لاتقاء الدخول غير الرسمي من وإلى الحدود ولمنع التهريب والتسلل المعاكس للأفراد من قطاع غزة إلى سيناء، وهو أيضا لمآرب سياسية أخرى، وكذلك العنف من الشرطة ضد العمال المضربين عن العمل للمطالبة بتحسين أجورهم، والعنف ضد الصحفيات وسحلهن في أحداث 6 إبريل، والعنف ضد الأفراد، هي أخطاء تكتيكية للنظام يقوم بها لمنع الشعب من أخذ زمام المبادرة والحفاظ على هيبة الدولة وإبقاء الوضع كما هو عليه.
أخطاؤنا التكتيكية على المستوى الفردي والجماعي أصبحت كثيرة ومتنوعة فهل تكون علاجاً ناجعاً لحل مشكلاتنا أم ستظل سبباً في تأخرنا وبعدنا عن أهدافنا الإستراتيجية نقوم بها تحت شعار (مجبر أخاك لا بطل.(
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات كفر شكر أون لاين (23 يونيو 2010م. نشأت النادي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق