إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

أثيوبيا ومصر





أثيوبيا ومصر
(الأبكم، ومن يأمر بالعدل)
منذ عشرات السنين وشيطان الإنس (الكيان الصهيوني) يوسوس إلى العبد المملوك الأبكم (إثيوبيا) للعبث بأهم روافد النيل، وإنشاء المعوقات والسدود عليه لحرمان مصر ومن قبلها السودان مما أنعم الله عليهما به من نعمة المياه العذبة المتدفقة من أعالي هضبة الحبشة إلى روافد النيل الأزرق. ولما لا فأحلام بني صهيون تحطمت على صخرة الرفض المصري لتمرير مياه النيل لصحراء النقب عبر ترعة السلام، وكان الرفض قد جاء مبكرا منذ عهد الرئيس الراحل أنور السادات (رحمه الله) عندما عرضت دويلة إسرائيل هذا العرض أثناء مفاوضات السلام وهو عرض مازال قائما حتى الآن وأيضا ما زال الرفض قائما حتى الآن. وعندما اصطدمت إسرائيل برفض مصر بدأت توسوس إلى عبدها المملوك الأبكم أثيوبيا، التي استفزت الرئيس الراحل بإعلان إنشاء عدد من السدود على النيل الأزرق. الأمر الذي أدى إلى قيام الرئيس الراحل بالتهديد العسكري مباشرة، مما جعل العبد المملوك الأبكم يضع زيله بين رجليه ويطأطأ رأسه ويولي مدبرا إلى غير رجعة لمثل تلك الترهات، واستمرت المحاولات وستستمر طالما أن هناك كيانا مزروعا بفلسطين المحتلة اسمه إسرائيل.
ولأن الرجل الأبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأتي بخير فلن تستطيع إثيوبيا بإذن الله أن تفعل شيء يقوض حصة مصر من المياه، وما تصريحات زيناوي الوقحة الأخيرة في حق مصر إلا خوفا من صاحب الحق.
ولأن أحدا لا يستطيع تغيير التاريخ أو الجغرافيا، فإن أحدا لا يستطيع أن يوقف تدفق النهر، فالنهر يجري من قبل أن تعرف إثيوبيا الحضارة ومن قبل أن يعرف شيء اسمه أثيوبيا، وسيظل بإذن الله يجري حتى قيام الساعة لأنه نهر من أنهار الجنة رآه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج.
إن الرجل الأبكم الذي يطيع مولاه ببلاهة، ودون تمييز بين الحق والباطل لا يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم. فمطلب مصر ومن ورائها السودان مطلب شرعي عادل فالنهر يجري منذ أن خلقه الله دون تحديد حصص بل كان يفيض فكان يغمر الأرض التي احتضنته بعذب مياهه وخصب خيره، لذلك فعدم وجود معوقات أو مشروعات تقلل من سريان النهر هو مطلب يسير وفق مصلحة جميع الأطراف، ويكفي مصر ما تقوم به في تلك الدولة وغيرها من دول حوض النيل من مشروعات للتطهير وحفر الآبار والمساعدة في الزراعة والري، ويكفي تلك الدول ما يأتيها من أمطار ومياه جوفية مرشحة من تلك الأمطار لتكون وسائل للزراعة، وأن يتركوا النيل وشأنه ولا يستمعوا كثيرا لمواليهم، لأن مزيدا من الغي والإنشاءات والمعوقات غير الشرعية لتدفق شريان حياتنا سيكون وبالا عليهم.
إن البكم وعلى رأسهم إثيوبيا، ومن ورائهم أوليائهم. عليهم أن يفقهوا أن العبد المملوك والأبكم لا يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم، وأن يعلموا أن من يمكر فإنما يمكر على نفسه، وأن لا يتخطوا حدودهم، وليتقوا شر الحليم إذا غضب. يقول الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله.
بسم الله الرحمن الرحيم
"ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ"
"وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ."
صدق الله العظيم
(نشأت النادي 26/يونيو 2010م.)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق