إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

رأينا بأم أعيننا في الأيام الأخيرة شكلا من أشكال التنافس المقيت، والتباري العقيم، الذي أدى بنا إلى رداءة الأسلوب، وضمور التفكير، وانحطاط القيم، فرأينا مهارة الكيد والمكر بالمتنافسين، رأينا ما لا يستطيع إدراكه شياطين الإنس، وما لا يستطيع التخطيط له كبير أبالسة الجن، كل ذلك استخدمه الطرف الأضعف الذي احتاط بكل تلك الألاعيب، لشعوره بحجمه، وإدراكه لضاءله فكره، وقليل مردوره، وعظيم بطشه وقهره.
انتخابات ما صُنعت إلا لأن تأتي بمن يريد ألا يتنازل عن فكر جامد، ومكانه قديمة ولاعن طريق صدفه مكنته من معرفة أشخاص دسوا إليه أفكارهم، وتخيل أنه صاحب فكر، ففني هؤلاء الأشخاص وهذا الفكر، وظل هو على حاله بعقل متجمد وشكل ثابت لا يتغير، وهو لا يدرك أن العالم حوله تغير وأن فكره البالي قد سقط بسقوط آخر معاقل الإمبراطوريات، التي تبنت هذا الفكر وهذا الأسلوب، سواء كان فكراً (شيوعي لينيني ماركسي) وهو ما نطلق عليه تأدباً (اشتراكياً)، أو كان فكرا (علمانياً) لا يفلح به أصحابه إلا في أسواق نخاسة الغرب واللادينيين. أو كان ليبرالياً مستحدث أو غيره مما ابتلينا به من مخالطة أبناء الثقافات الأخرى. ولا يدري حامل هذا الفكر بأنه في مجتمع هو في رباط إلى يوم الدين وأن ما يطنطن به كلمات شائخة لقنه إياها أكابره السابقين لا تجد صداها في ربوع أمة هي خير الأمم وحضارة من أعرق الحضارات بناها بني جلدته بكلام رب العالمين وبسنة سيد الخلق أجمعين، فمهما اتخذ من أساليب ومهما راوغ وامسك بالتلابيب فلن يجد إلا أمة لن تحيد.
المنافسة تكون على الحق وعلى الخير، أما أن تشوه الطرف الآخر وترهب من يحالفه، فهذا لن يجدي لأن الناس يعلمون من المفلس فكرياً، ومن لا يستطيع أن يصيغ كلامه ولا يضبط أوزانه، ومن فني رصيده. وكذلك هم يعلمون من لديه من المقومات ما يصلح به الحال وينمي به الفكر ومن وهبه الله مهارة استغلها في موقعها. وبين هذا وذاك فالرأي للجمهور الذي لا يستطيع هذا الطرف مهما استخدم من ترهيب ومهما تفنن في أساليب تثني هذا الشعب عن اختيار من يريد.
يقول رب العزة تبارك وتعالى "خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ".
فابشروا يا شعب مصر فالتنافس الشريف سيجد طريقه مهما علت الصيحات وتتالت الضربات وسيكون الختام في خير المقرات وأطيب المستقرات طالما تمسكتم بالطاعات.
وليهنأ الطرف الأضعف بالتباري والتنافس منفرداً، وليكبر في عين ذاته متباهيا بنفسه، وفكره العقيم، فهو لا يدري أن هذا الحجم ما هو إلا كبراً رفعه عالياً في خلجات نفسه وتناسى انه بارتفاعه في عين الناس يصغر.