إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 7 ديسمبر 2010

صراع الامبراطوريات (الصين VSأمريكا)

يبدو أن موازين القوة العالمية بدأت تتغير شيئا فشيئا فالمراقب اليوم للمشهد السياسي العالمي يلحظ ذلك تماما في الوضع الراهن بين الكوريتين ومما نراه الآن فقد أصبح الوقت ملائما لنطرح هذه التغيرات للنقاش ونتناول حجم القوة بين القطب العالمي الوحيد الآن (أمريكا) وبين منافسيها من الأطراف المرشحة لأن تحل محلها أو تنافسها كقطب آخر موازن لهذه القوة على الصعيد الدولي بعد عدد من السنوات.والأحداث تؤكد صدق التوقعات والتنبؤات التي تفسر ما يحدث على الأرض الآن. ويبدو مما يدور أن الصين بدأت منذ سنوات باتخاذ خطوات من شانها أن تجعل من هذه الدولة قطب عالمي ينافس أمريكا في شتى المجالات، ولعل أبرز ما يميز الصين في وضعها الجديد بعض العوامل والمميزات كعدد السكان الذي ناهز المليار ونصف وأيضا تطور الصناعات الصينية بشكل لافت ، وكذلك توسع الصين في الاستثمارات الخارجية والتعامل مع الدولة الضعيفة بمبدأ الشراكة وليس بمبدأ الاحتلال ونهب الثروات. كما أن زيادة صادرات الصين للعالم أجمع والتعاون مع الكيانات الكبرى كروسيا والاتحاد الأوربي والدول البازغة عالميا كالأرجنتين والبرازيل ودول الخليج بل وانتشارها على الخريطة الإفريقية والشرق أوسطية أيضا كل ذلك ساعد على وقوف التنين الصيني على قدمين ثابتتين للمنافسة عالميا.على مدى العقدين الماضيين انتشرت الصين انتشارا واسعا وتطورت صناعتها العسكرية بشكل سريع وزادت ميزانية الدفاع أضعافا مضاعفة وعن طريق الهندسة العكسية قامت الصين بصناعة العديد من الطرز من الطائرات الحربية فنسخت السوخوي 27 صورة طبق الأصل ولم تستطع روسيا الاعتراض لمصالحها مع الصين، وقامت بصناعة إف سي 1 (jf 17) كنسخة مبتكرة، وكذلك صنعت جيان 10 كنسخة مقلدة عن اللافي الإسرائيلية وكذلك قامت بصناعة كل المعدات البرية والبحرية على نفس المنوال.وعلى صعيد الصواريخ الإستراتيجية قامت الصين بتطوير نسخها من الصواريخ فاستطاعت تطوير طرز من الصواريخ طويلة المدى للعمل على تدمير الأقمار الصناعية بتقنيات حديثة وهذا انجاز يحسب لها وردت أمريكا بتجربة مشابهة منذ ما يزيد على العام بصاروخ طويل المدى أطلق من فرقاطة أمريكية.أما على الصعيد السياسي فقد لعبت الصين أدوارا مهمة داخل مجلس الأمن لمنع أمريكا من اتخاذ قرارات منفردة بشان إيران وكوريا الشمالية. أما الدبلوماسية الصينية فقد لعبت دورا متوازنا على المستوى الدولي فهي تكتسب ود واحترام معظم الدول النامية والفقيرة، ولا ننسى دورها في السودان وبعض دول وسط أفريقيا، كل ذلك أكسبها ثقة الجميع وأبعدها عن البؤر الملتهبة والساخنة عالميا.على الجانب الآخر نرى الوضع معاكس تماما لوضع الصين فأمريكا متورطة في أفغانستان والعراق وعلاقتها تشهد مد وجزر مع روسيا بسبب الدرع الصاروخي وكذلك علاقتها المتدهورة بحديقتها الخلفية (أمريكا اللاتينية وعلى رأسهم فنزويلا) ودورها العسكري الذي بدأ ينحصر في العراق وأفغانستان.اليوم أيها السادة الصين تؤدب أمريكا في كوريا الجنوبية بجارتها الشمالية التي تمسك بتلابيب جارتها الجنوبية منذ شهور وتلطمها اللطمة تلو الأخرى(بالأمس إغراق فرقاطة واليوم قصف جزر ومن المتوقع غدا تفجير نووي) ولا تستطيع حليفة أمريكا الرد رغم تقدمها تكنولوجيا وفقر الأخرى اقتصاديا وهنا يبرز دور الصين كالحائط الذي تستند إليه كوريا الشمالية في كل تلك الأفعال فظهر كوريا الفقيرة محمى بدولة كبيرة كالصين.فهل سيتغير الوضع الدولي في المستقبل القريب؟ وهل نستفيد من هذا المارد الذي بدأ يخرج من قمقمه؟ وهل هذا الوضع الجديد سيكون حافزا لنا في استئصال الغدة السرطانية من الوطن العربي بعد أفول النجم الأمريكي.(نشأت النادي 24- 11-2010 (جميع الحقوق محفوظة لمنتدى كفر شكر أون لاين