إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 15 يناير 2011

شرارة التغيير


اليوم نحن أمام حدث سيكون مادة خصبة للحديث عنه لشهور بل لسنوات في المستقبل القريب، وسيكون له تداعياته وتغييراته على الأرض بعد الانتفاضة التي انطلقت شرارتها عندما أطلق البوعزيزي شرارة عود الثقاب معلناً تمرده على ما وصل إليه وضعه ووضع الكثير أمثاله نتيجة القهر والظلم وضيق ذات اليد، لم ندرك منذ اللحظة الأولى أن محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه بسيدي بوزيد وتسبب باندلاع موجة احتجاجات في تونس، سيكون سبب نقطة التحول هذه وأن صفعه والبصق عليه من إحدى الشرطيات سيكون بمثابة تغيير نظام كهذا النظام الذي يحكم قبضته جيدا على مقاليد الأمور.
البصق والصفع أعزكم الله متداول كثيرا في معظم بلادنا من قبل بعض الأفراد الذين يستغلون سلطاتهم ونفوذهم إلى حد ما، لكننا الآن أصبحنا ندرك قيمة تلك الأفعال المشينة في حدوث صحوة المجتمعات المكبوتة في ظل توحش الحياة وغلاء أسعار السلع الأساسية التي تمكن الإنسان من أبجديات العيش على وجه البسيطة .
وعندما نقلب في أسباب التغيير نجد أن هناك أسباب جديدة دخلت في إرهاصات التغيير لابد أن تكون في  الحسبان من الآن فصاعدا، هذه المتغيرات العالمية هي أحد عوامل التحول. فالرأسمالية المتوحشة التي أدخلت إقتصادات مخترعيها في أقصى درجات الركود والكساد وأزَمت تعاملاتهم إلى حد الانهيار لكثير من مصارفهم وتعاملاتهم التجارية والتي يسرت الإقراض، ورفعت الفوائد وسهلت احتكار الأسواق، ووحشت الاقتصاديات الكبرى في وجهة إقتصادات الدول الصغرى، والتي لم تجد لها مخرج حتى الآن في التحكم في عمليات رفع الأسعار وزيادة عمليات الاحتكار لاعتماد إقتصادات هذه الدول الصغرى على الوضع الاقتصادي لتلك الكيانات الكبرى، فزادت معدلات التضخم في دولنا وزادت معدلات البطالة وألهبت المواد الغذائية التي نستورد معظمها جيوب الناس فبدأ هذا الحراك بسبب هذا الفكر الاقتصادي الأجوف.
هل لابد لأنظمتنا الآن أن تعي مقولة عضد قلبي ولا تعض رغيفي وأن تبسط لشعوبها سبل العيش الكريم حتى وإن كان بالرجوع للنظام الإسلامي لإدارة اقتصادياتها وإدارة مشروعات تنموية لزيادة الاعتماد على الداخل وإعادة النظر في بعض القوانين التي تأخر عمليات التنمية الاقتصادية والفكرية والاجتماعية.
وأخيراً: سؤال للشعوب المطحونة المكبوتة، هل يتم استغلال نقطة التحول التونسية للضغط على الأنظمة لإطلاق المشروعات التنموية برؤوس الأموال المحلية وإطلاق العنان لصياغة قوانين الحرية واندثار قوانين الطوارئ والضرائب والجباية وكبت الحريات.