إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 6 فبراير 2011

الثنائي المصري شبيه الثنائي الروسي

أيام مضت بعد ثورة 25 يناير التي ألقت بظلالها على الأحداث العالمية، وغيرت وجه الحياة في مصر، وتركت كثير من الفجوات الأمنية التي قام على سبرها شعب عظيم بتشكيل لجانه الشعبية، التي أدت دورها على أكمل وجه، بعد انسحاب جهاز الشرطة.
ثورة قلبت الحياة السياسية في مصر رأساً على عقب، وأفرزت العديد من الإصلاحات والتغييرات التي حدثت بعدما قام رئيس الجمهورية بتعيين اللواء عمر سليمان نائباً للرئيس، وتعيين الفريق أحمد شفيق رئيساً للوزراء، وستتوالى هذه التغييرات بإذن الله. وبعد اكتمالها سيتغير الوضع الداخلي المصري بما يسمح بتطور العديد من القطاعات السياسية والاقتصادية وتعديل المصادر التشريعية والدستورية للنظام الجديد.
ثنائي قد يكون له قصب السبق في تغيير وجه مصر بعد بضع سنين، بعد إصابتها بالعديد من الأمراض المتوطنة التي أصابت معظم أركانها، كالفساد الإداري والتشريعي والكساد الاقتصادي، وعدم وجود مشروعات قومية، وتراجعاً للدور السياسي على المستوى الخارجي.
 يذكرنا هذا الوضع بوضع روسيا بعد سقوط النظام الاشتراكي، وانفراط عقد الاتحاد السوفيتي فكانت هناك حالة من الفوضى والبطالة والركود الاقتصادي، وتراجع للدور السياسي الروسي على المستوى الدولي.
وعندما جاء فلادمير بوتن على رأس الدولة الروسية "وهو رجل مخابرات شبيه باللواء عمر سليمان" حدثت العديد التغيرات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الداخل الروسي، وبدأ بوتن بإعادة تأهيل الاقتصاد الروسي، وأعاد بعض المشروعات القومية وأعاد تأهيل مصانع الطائرات لشركتي سوخوي وميج الروسيتين، ودعمهما من الدولة فرجعتا للمنافسة العالمية، لذلك نما الاقتصاد الروسي بدرجات غير مسبوقة وزادت صادرات روسيا الزراعية والصناعية بنسب كبيرة، وزادت صادرات البترول وارتفع مستوى الدخل للمواطن الروسي وتحسنت أحواله الاقتصادية، مما أعاد لها دورها ومكانتها على الصعيد الدولي مرة أخرى.
الوضع الآن في مصر شبيه بالوضع الروسي بعد تلك الأزمة. والواقع المصري مشابه لما حدث في روسيا سابقاً، فعندما انتهت ولايتي بوتن جاء بمدفيدف، الرجل الموالي له والداعم لسياسته، مما مكن روسيا في السير على نفس خطوات الإصلاح والتقدم. ووجود اللواء عمر سليمان الآن في منصب نائب رئيس الجمهورية ينبأ بوجود إصلاحات كثيرة ستأتي فيما بعد، ووجود الفريق أحمد شفيق بمنصب رئيس الوزراء ينبأ بحدوث تغييرات وإصلاحات سياسية واقتصادية مهمة للدولة المصرية، لذلك أتمنى أن تعطى لهما الفرصة الكاملة لإعادة هيكلة قطاعات الدولة الاقتصادية، وإعادة ترميم سياسيات الدولة الداخلية، وتغيير فكر النظام في التعامل مع الشعب في الفترة الانتقالية، بل أتمنى أن يتم انتخاب اللواء عمر سليمان رئيساً للجمهورية، والفريق أحمد شفيق نائباً له أو رئيساً للوزراء، بعد الفترة الانتقالية الحالية، ليقوما بنفس الفكر الواعي خارجياً والناضج داخلياً في إدارة الدولة المصرية في المرحلة المقبلة.
اللواء عمر سليمان لديه العديد من الخبرات في التعامل مع ملفات دولية صعبة وشائكة، وله يد فيها، ويستطيع أن يوازن سياسة مصر الخارجية دون المغامرة بها للدخول في تيارات واتجاهات إقليمية لها أجنداتها الخاصة، وكذلك تجربة الفريق أحمد شفيق في تطوير وإصلاح وزارة الطيران المدني والمطارات المصرية وشركة مصر للطيران، هي خير دليل على فكره الإداري المتميز والمتفتح، الذي أتمنى أن يقود به حركة التصحيح في السياسة الداخلية المصرية ليقود حركة التطوير الاقتصادي والاجتماعي الحديثة للمجتمع المصري في السنوات المقبلة.             
 لذلك نتمنى أن يتغير وجه الحياة في مصرنا الحبيبة على مدار العشر سنوات المقبلة، وتتقدم بأبنائها وفكرهم الجديد.