إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 12 فبراير 2011

العبور الثاني والعظيم للقوات المسلحة المصرية

منذ 37 عام اختبرت قواتنا المسلحة بأصعب اختبار عرفته في تاريخها، اختبار أثبت وجودها عندما وضعت أمام حاجز عسكري كان يعد الأقوى في تاريخ الحروب العسكرية الحديثة، حاجز مكون من قناة صناعية شقها المصريون بدمائهم لوصل جنبات العالم ومد جسور تجارته وتنمية اقتصاده، وساتر ترابي ممتلئ بالدشم والحصون والنقاط المنيعة، شيده الإسرائيليون بارتفاع عشرين مترا لكشف الجبهة المصرية، ولمنع اجتياز هذا الحاجز العسكري بأي آله أو معدة عسكرية من الجهة الغربية لقناة السويس، وكان اختبارا في غاية الصعوبة للقوات المسلحة المصرية، التي قامت بفكر أبناء هذا الشعب وبصبرهم ومثابرتهم وبإيمانهم بالله، باجتياز هذا الحاجز وتقطيع أوصاله ودك حصونه في ست ساعات فقط، ليثبت المصري أمام العالم أنه رمز التحدي، وأن مصر وأهلها هم خير الأجناد لخير البلاد على مر العصور.
القوات المسلحة المصرية قامت بالعبور الأول لاسترداد جزء من أرض الوطن اغتصب على أيدي دويلة حديثة الوجود مدعومة بكل سبل القوة الحديثة، فظن أهلها أنهم شعب الله المختار وأن جيشهم هو الجيش الذي لا يقهر، فقام رجال قواتنا المسلحة بتلقين هؤلاء القوم دروسا في العسكرية الحديثة بهذا العبور، لتتغير النظريات العسكرية للحروب الحديثة على أيديهم.
واليوم للمرة الثانية في العصر الحديث تثبت قواتنا المسلحة أنها درع الوطن وسيفه، للمرة الثانية في هذا العصر الحديث يثبت رجال قواتنا المسلحة الذين نعتز ونفتخر بانتمائهم لمصر الغالية، أنهم خير أجناد الأرض.
 لقد ضرب الجيش مثلا في البطولة والنزاهة والشرف في موقفه من الثورة الشعبية الشبابية التي قامت في الخامس والعشرون من يناير 2011م، لقد عزز الجيش مكانته عند أبناء شعبه وعزز ثقتهم فيه وأثبت أنه ينحاز لمطالب الشعب ويحمي طموحاته وخيارته، بمعاملته الجيدة، وبأخذ حفظ أمن البلاد على عاتقه داخلياً وخارجياً بعد انسحاب قوات الشرطة، فكان على قدر المسئولية واثبت أنه قادر على أداء مهامه والمهام الأخرى التي تلقى على عاتقه.
العبور الثاني الذي قام به الجيش المصري في 11/2/2011م. من وجهة نظري هو عبور أعظم وأكبر من عبور مانع خط بارليف في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973م. حيث أن العبور الأول كان لاسترداد جزء غال من أرض مصر قام العدو باقتطاعه من وطنه الأم وضمه لأطماعه التي لا تنتهي فكان لابد من استرداد هذا الجزء بأي ثمن، لذا كان العبور الأول، أما العبور الثاني فهو عبور بالأمة المصرية كلها وبأرض مصر كلها من عهد إلى عهد، عبور بالوطن من الحاضر البائس إلى المستقبل المأمول، عبور إلى العدل والحق، إلى الديمقراطية والتنمية والبناء، عبور من الظلمات إلى النور، من الجهل والنفاق والتملق إلى العلم وقول كلمة الحق والحرية، إنه العبور الأعظم إلى الغد.
حمى الله بهية البهية مصرنا الجميلة الندية وشعبها وجيشها، وجعلها زخراً لأمتها، وجعلها آمنة مطمئنة عالية رايتها خفاقة بفكر شبابها وقوة جيشها وعلم وحضارة شعبها.