إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 17 يونيو 2011

سبحان من جعلها سلمية

اليمن السعيد دولة ذات تضاريس وعرة وعادات وتقاليد خاصة، فالجبال في اليمن هي سكن معظم السكان الشماليين، والحياة القبلية هي سمة من سمات هذا المجتمع، ولذلك فالتعامل مع هذه البيئة هو من الصعوبة بمكان نظرا لوعورة الأرض والتقسيم القبلي للسكان، فترى المواطن اليمني دائما ما يحمل حول خصره خنجر أو سيف للتعامل مع هذه البيئة وهوامها، حتى أصبح حمل السلاح عادة يمنية أصيلة للمجتمع اليمني.
ولعل من أضعف مظاهر حمل السلاح في اليمن أن تجد مواطنا يحزم نفسه بخنجر أو سيف فهذا من أضعف التسليح، أما أعلاها وأفجها هي أن ترى مواطنا يمتلك دبابة أو مدفعا مضادا للطائرات أو مضاد للدروع أو قاذف هاون فهذا هو قمة مظاهر التسلح في هذا البلد القبلي.
لقد ذكر لنا بعض أصدقائنا اليمنيين بأن السلاح بكافة أنواعه وأشكاله بدءا من الطبنجات التسعة مليميتر وحتى الرشاشات الآلية تباع في محلات البقالة وكذلك ذخائرها وملحقاتها.
إن الثورة اليمنية وصبغتها السلمية هي مثال جيد للتغيير السلمي ولثورات الشعوب الملتزمة الطيبة التي تريد العيش بسلام وأمان، لذلك فإن هذا المثال ربما يؤتي أكله ولو بعد حين نظرا لالتزامه بعدم العنف واعتماده على أسلوب حضاري في التعامل مع الآخر.
إن التزام الثوار في اليمن بعدم الاحتكام للسلاح رغم وجوده بغزارة هو التزام أخلاقي يجب النظر إليه من أهل السلطة هناك، والتزام النظام الحاكم بعدم مقابلة هذا الخيار بخيار العنف هو واجب يجب أن يلتزم به ولعل اتخاذهم الثورة المصرية والتونسية قدوة لهم، ووضع الأحداث في هاتين البلدين نصب أعينهم هو ما حافظ على عدم الانجرار إلى العنف حتى الآن رغم طول المدة التي تم فيها هذا الحراك السياسي واستمراره حتى الآن، لذلك يجب الإسراع في نقل السلطة بطريقة سلمية ليظل الوضع السلمي قائم، وخصوصا بعد إصابة الرئيس على عبد الله صالح والذي يوضع حول إصابة العديد من علامات الاستفهام فمن له مصلحة بقتله.
حمى الله اليمن الشقيق وشعبها التقي النقي من كل مكروه وسوء وأخرجهم من هذه الغمة بمن يرعى شئونهم ويصلح ذات بينهم ويقودهم نحو الأفضل.