إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 20 يونيو 2011

كاريزما واجتهادات شخصية أم برامج حزبية

كاريزما واجتهادات شخصية أم برامج حزبية
كثيرة هي الأحزاب التي شكلت بعد الثورة وكثيرة هي البرامج التي ستطرح وتقدم للجمهور، فعلى أي أساس سيتم انتخاب عضو مجلس الشعب القادم؟. لقد أصبحت الأحزاب القديمة والجديدة ذات أفكار متقاربة وأهداف متشابهة فمن أقصى اليمين إلى أقصى اليسار تتشابه كل زمرة من الأحزاب فيما بينها وتتقارب في الشكل والمضمون، فعلى أي أساس سيتم اختيار ممثلي هذه الأحزاب لينالوا ويتبوءوا منصب عضو مجلس شعب الذي سيمثلها.
في الماضي وعلى سبيل المثال كنا نختار الأستاذ/ خالد محيي الدين عن دائرة كفر شكر لأنه رجل ثوري حمل على عاتقه عبئ وتبعات ثورة يوليو هو وزملائه من الضباط الأحرار، فكنا نرى فيه الرمز والقدوة رغم أنه كان رئيسا لحزب التجمع الاشتراكي التقدمي الوحدوي، ولو اطلع البسطاء والعامة على أفكار واتجاهات الحزب بما تحمله من أفكار اشتراكية تحمل في طياتها تضاد مع فكرهم وفطرتهم التي تربوا عليها لما انتخبه أحد بل ولهاجمه الكثيرون.
أما في عهد النظام السابق وحزبه الذي كان هو المسيطر على الحياة الحزبية والبرلمانية كان يتم ترشيح واختيار عضو مجلس الشعب بالطرق التي ابتكرها خصيصا في البيئة المصرية، فكان الحزب يرشح عضوه عن الدائرة بمواصفات معينة منها، أن يكون ذا سطوة ونفوذ، أو منصب عام، أو رجل أعمال صاحب مصانع وشركات يعمل بها الكثير من العمالة، فكان الاختيار يتم على أسس طبقية أو عائلية أو حتى على أساس الولاء والطاعة العمياء التي اتصف بها كثير من أعضاء الحزب المنفذين للأوامر دون معرفة أو دراية أو نقاش، وابتعد الحزب عن الأسس المعرفية والعلمية والأكاديمية والفكرية بل حتى الخبراتية التي تفرق وتميز بين عناصره، هذا من جهة الترشيح والاختيار، أما بالنسبة لآلية التنفيذ أثناء الاقتراع والانتخاب فكانت تتم بعدة طرق مخترعة ومبتكره من جهابذة الحزب المنحل، فمن توزيع السلع الغذائية الضرورية على البسطاء إلى توزيع المفروشات والبطاطين، إلى الوجبات الغذائية الدسمة، إلى شراء الأصوات بمقابل مادي، إلى شحن أرباب العمل للعمال بالشركات والمصانع في حافلات للتصويت مقابل منحة نصف شهر أو مكافأة انتخابية. كل هذه الطرق رسخت فينا مبادئ الاختيار الخاطئ وشكلت فكرنا حول المنصب وعضوه.
فهل يتغير الشعب المصري وينسى كل الطرق السابقة في الاختيار وهل ستراهن الأحزاب والأشخاص المستقلين المرشحين للمنصب على وعي الناس وحسن اختيارهم والتغير الذي حدث بين عهدين وبين تاريخين، وأن الذي حدث من تطورات على الساحتين السياسية والاجتماعية سيمنع المظاهر السابقة التي اعتاد العامة والبسطاء عليها، وهل ستراهن الأحزاب الجديدة التي هي حديثة عهد بالحياة السياسية على برامج حزبية تقنع الناخب المصري، أم ستعتمد على الاجتهادات الشخصية لمرشيحيها، وخصوصا الذين شاركوا في الثورة وليس لهم خلفية سياسية أو أعمال جماهيرية إلا وجودهم في مجريات الأحداث، وكذلك الأحزاب القديمة التي كانت ديكور للحياة السياسية في العهد الماضي، هل ستعول على برامج حقيقية وجادة؟، أم على اسم أشخاصها وسمعتهم من ذوي النفوذ السياسي والاقتصادي وتدعهم باجتهاداتهم الشخصية وانجازاتهم الفردية.  
الانتخابات البرلمانية قادمة في سبتمبر المقبل كما أكد المجلس العسكري والشعب المصري أمام اختبار مصيري ستبنى عليه حياته السياسية والبرلمانية القادمة، فهل نحن أمام خيارات لكاريزمات شخصية وانجازات فردية، أم لدعاية نارية، أم بأموال سياسية، أم بخلفية حزبية، أم بوجبات فورية، أم بمناصب حكومية، أم بسطوة جاهوية، أم لمصالح شخصية.
 أم يقطع النظام الاجتماعي الجديد وتغييراته في المجتمع كل تلك المظاهر ويأتينا بخيار جديد يعبر عن وعي وثقافة ورقي مجتمع مصري تعلم من الماضي ووعى دروسه استعدادا للعهد الجديد.