إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 11 يوليو 2011

الأسد وإيران والرهان الخاسر

اتخذت الدولة السورية دورها واصطفت خلف الأقطار العربية التي كسرت حاجز الخوف والصمت وأخذت وضعها الآن في معادلة التغيير الجارية، والتي تحتم على كل الكيانات العربية الكبرى تغيير وتعديل المسار حتى تتمكن من تبوء المنزلة والمكانة التي تفرضها عليها عوامل التاريخ والجغرافيا لتكون أحد محركات الوضع الخاطئ والجامد المفروض على المنطقة منذ قرون.
الآلة الشعبية السورية الآن في قمة نشاطها لتغيير النظام الظالم الجاثم على صدورهم منذ عقود، والموروث عن نظام أشد قسوة خلف من ورائه هو وغيره من الأنظمة الخادعة لشعوبها وضعا غاية في السوء على المستوى المحلي وعلى المستوى الإقليمي والدولي، ففي الداخل على مستوى الدول العربية تجد الأنظمة تزدري شعوبها وتستعبدها وتستبدها والنظام السوري أول من أذل شعبه وأكرهه على هكذا وضع، فتجد الفقر والجوع والمرض والأمية والجهل هي عناوين تلك الأنظمة وفي الخارج على المستوى العالمي فالاحتلال واستعراض القوة من الكيانات العالمية الكبرى هو عنوان المرحلة، وهذا وضع منافي ومغاير للفطرة والطبيعة وخصوصا في ظل صراع الحضارات وسطوة الإمبراطوريات وشراسة الحروب والصراعات.
الوضع الحالي شديد الوطأة على الشعب السوري حتى ينتهي من هذا النظام الغاشم الذي ادعى الممانعة للكيان الصهيوني، بينما هو خانع له منذ أربعة عقود و يزال، أما في الداخل فقد أذاق شعبه كأس الذل والبطش فقتل الآلاف منه لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم، فيما أصبح هو وبعض الكيانات الأخرى ككيان حزب الله في لبنان يد إيران الطولي التي تبطش وتهبش شعوب المنطقة لصالح إيران، بل أصبحت أهم عامل من عوامل ضعف المنطقة وأهلها وسيطرة القوى الغربية عليها. فقد أصبحت آلة لتشتيت الأمة وتشييع شعوبها بالمال السياسي الإيراني وذلك على حساب ومقدرات الشعب الإيراني البائس الفقير الذي لا يجد فتيلا ولا قطمير في ظل تلك الثروة البترولية الضخمة التي تتمتع به دولته.
ولأن الله لا يصلح عمل المفسدين وأن الأوضاع المقلوبة لا يمكن أن تدوم وتستمر فقد بدأت مرحلة التغيير التي ستهدم هذه الكيانات التي أضعفت وشتت الأمة وقتلت ودمرت فيما يطلق عليها سحرتها ومروجوها أنها كيانات ممانعة، لذلك فمع نهاية المرحلة وسقوط هذه الفئات المدعية، سيخسر رأس الشيطان الرهان، وستكون كل نفقاته عليه حسرة وسيظهر الحق ويضمحل الباطل إلى غير رجعة.
إن خروج حسن نصر الله الأخير ودفاعه عن ذبانيته وإخوان غيه لا يمكن أن يفسر إلا على اقتراب نهاية هؤلاء القوم الذين لم يراعوا في إخوانهم إلا ولا ذمة ولم يسع صدرهم الحرج مجرد التعبير عن الرأي، بل إن حنقهم وحقدهم قد بلغ الزبا، عندما تورطوا في قتل النفس التي حرم الله ومزقوا معارضيهم أيما تمزيق عملا بالنظرية القائلة أنا ومن ورائي الطوفان، فالطوفان الآن هو من يزيل تلك الغثاء الذي ملأ الأرض دون جدوى ودون فائدة تذكر.
الرهان الآن بدأت تتضح مخاسره حتى وإن عول هذا التيار على إشعال منطقة هنا أو هناك ببعض زبانيته في البحرين أو العراق أو لبنان أو اليمن أو في أي قطر عربي أو مسلم يستخدمون فيه القوة الكامنة لصالح أجندة وهدف معين تخدم به طائفة بعينها لتسود وتتسيد الدولة الإسلامية وذلك فقط في أضغاث أحلامهم.