إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

الحرام



الحرام
قدمها له أحد أصدقاء السوء في ليلة ماجنة ليتمتع بها ، نظر إليها مستحسنا إياها ثم رمق صديقه بعين ريبة وقلق، فبادره صديقه مومئاً إليه برأسه وغامزا بعينه أن انطلق، يختلي بها في أولى نزواته متوجسا خيفة منها، يمسكها بأصابع رعشة، وبأيد باردة مترددة يقربها منه، بعيدا عن الأعين يمتص عقبها فيصاب بالدوار وتتقلب أركان الغرفة رأساً على عقب، وبهذا تبدأ قصة معاشرتها له.
بعد أن كان يتوارى بها خجلا من بعض الأقارب، واحتراما للبعض الآخر بات يصطحبها معه عيانا بيانا على أعين الناس، رأى بعضهم رجولته في صحبتها، بينما تنبأ العقلاء بسقوطه معها لأنها علاقة غير شرعية.
زادت علاقته المحرمة تطورا فأصبح شرها في تناولها، يلعقها قبل أن يتنفث خبثها، ويزداد تردده عليها فأصبح يتناوبها أكثر من عشرين مرة يومياً، يهديها لأصدقائه حيناً، ويهدون أخواتها المتراصات بجانبها له أحيانا.
ظهرت عليه علامات صحبتها ونيلها من شبابه الذي أهدرته، فازرقت شفتاه وانحنى ظهره واشتعل رأسه شيبا قبل الأوان، في أخر زيارة للطبيب نصحه أن يقلع عنها ويترك طريقها الآثم الذي لا عودة منه، فتصلب شرايينه، وتضخم عضلة قلبه، والتهاب رئته، هم نتاج العلاقة الآثمة، فبدا له مؤخرا أن علاقته بالسيجارة كانت نزوة محرمة وعلاقة غير شرعية، وأن التدخين آفة العصر التي أهلكت الذرية وحصدت ثمرة شباب العالم، لهذا قرر الأقلاع عن تلك العلاقة فورا ليتمتع بباقي حياته.