إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 17 ديسمبر 2011

غثاء


غثاء
يظهر للرائي بكتلة ضخمة متراكمة متراكبة صغيرها فوق كبيرها، يمتطي ظهر حامله لأنه كسيح لا يتحرك ذاتيا، فيتحرك إذا تحركت مطيته وإذا ركدت ركد، ظاهره التراص والتنظيم، أما باطنه تواكل وهشاشة وضعف، لا يتحكم في ممتطيه بل يتحكم ممتطيه فيه، فإذا اشتد سريانه فرقه وشرذمه، وإذا خمل وركد كدسه وراكمه، كتلته خادعة إلا أنه عند الامساك به ينتشل ويصفى ويقبض عليه ويعصر فيتضاءل وينكمش حجمه، يحب العوم ويكره الغطس، فهو طاف دائما لا يرسخ ولا يمكث في الأرض، ودائما ما يذهب جفاءا.
الميتة والعبوات الفارغة والهشيم أعضاؤه، لا يتداعوا ولا يعتصموا إلا في الكسل والخمول، تجمعهم المستنقعات وتفرقهم فورة الطوفان، حين يأذن الخالق بميلاد جديد، تشرق الشمس، وتجف البرك، وتشقق التربة، فيجف ويتحطم فتذروه الرياح، وتخرج الأرض من بقاياه البراعم، إيذانا بنبت جديد غير مصاب بالوهن.