إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

حال وحال



حال وحال
صدح مكبر الصوت من أعلى مئذنة المسجد أن إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم أعلن عن انقلاب أحدهم، في ركن القرية البعيد تلكأت الغمامات على المنزل المنكوب وعلا الصياح وضجرت الغرفات بالنحيب، خيم الحزن على المكان بعد أن خرجت منه رائحة الموت التي اشتمتها الأنوف وارتعدت منها الفرائص فبدا المشهد قاتما قتامة الجثمان بعد خروج الروح، دبت خيوط الحزن في الخلايا المقشعرة واضطربت حركة الحياة في نواتها خوفا من 
الموت، وبينما الوضع كذلك كان هو يستعد ليمارس عمله، انتشت خلاياه الحزينة وثارت نواتها فرحا بالرزق الجديد، خلف الباب الموصد تأهب منتظراً حلول الرسول، قطعت طرقات الباب لذة الفرح بالرزق، وانتظمت معها ضربات قلبه متأقلمة مع ملامح الحزن التي رسمها على وجهه، قاطعا بذلك رحلة الانتقال من السرور إلى الحزن بسرعة الضوء المتسرب من الباب المفتوح، عندما لبى نداء الرسول وانتقل من حال إلى حال شق الصفوف وقال بصوت أخنف "وحدوه" امتلأ المكان بالدفئ من قول "لا إله إلا الله" تلقائيا بعد المراسم رفع كفيه داعيا اللهم انقل ميتنا من الحزن إلى السرور فإنه نعم الشعور واجعل تجارتنا لا تبور ولا تحرمنا من التردد على أهل القبور، ردد الجمع خلفه غير آبهين أن اللهم آمين.