إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 14 ديسمبر 2010

محمد حسنين هيكل "ويكليكس" العرب



منذ ما يقرب من الخمس سنوات، يطل علينا الأستاذ/ محمد حسنين هيكل، من خلال شاشة قناة الجزيرة، سارداً تاريخ العالم العربي عموما، والمصري خصوصا. عبر مجموعات من المستندات والصور والمكالمات الهاتفية، ومذكرات القادة والساسة، والشهادات الشفهية والعلاقات الشخصية، التي كونها على مدار تاريخيه المهني والسياسي.
سرد يؤرخ لحقبة زمنية غاية في الحساسية، تغير فيها وجه العالم عدة مرات، وقامت فيها حروب، وعقدت فيها اتفاقيات. حقبة أنشئت فيها دول، ومحيت أخرى من الوجود، وتفككت إمبراطوريات، وتتهادى أخرى في سبيل الوصول للحلم. حقبة أنشئت فيها تكتلات، واتحادات وأحلاف، وتلاشت أخرى.
تغير النمط البشري، وظهر التقدم الصناعي والتكنولوجي، ووصلت سرعة الاتصالات للاحدود، فكان لابد من شاهد على التراث، ومحاكي للأحداث، وراوٍ للتفاصيل، ومتوقع للمستقبل. كل ذلك ما كان يستطيع الأستاذ أن يلم به لولا فطنته المهنية، وحصافته الخبراتية، ووعيه بقيمة ما بين لديه من أوراق ثبوت، تفصل مراحل في تاريخ حياة الشعوب.
نعم "ويكليكس" العرب محمد حسنين هيكل، استطاع من خلال علاقاته بالرؤساء ونفوذه المهني أن يجمع آلاف آلاف المستندات، التي تشهد على الأحداث، وتؤرخ لها وتفند المواقف.
اليوم نتباهى بأن لدينا (ويكليكسنا) الخاص بنا عربيا، ينشر ويسرد منذ أكثر من خمس سنوات، ولم نقم باعتقاله كما فعلتم مع (ويكليكسكم) اليوم أيها الغرب . فهل نحن أكثر ديمقراطية منكم؟ هل نحن شعوب متحضرة وراقية، ولدينا حرية رأي وتعبير أكثر منكم؟ ولكي لا أتعبكم في البحث عن الإجابة فها هي الإجابة أيها الغرب.
تعرفون لماذا نحن الآن في هذا الوضع الذي نحسد عليه، لأننا شعوب غير آبهة أو مهتمة بما يدور من حولها، فلقد تبلد حسنا وغلب على أمرنا واستبد بعضنا جلنا وصرنا كالذي يتخبطه الشيطان من المس.
تعرفون لماذا أيها الغرب لأن أنظمتكم تعمل بفكر الإمبراطوريات، وأنظمتنا مغلوب على أمرها. لأن حكوماتكم تعمل لمصلحة شعوبها، وتعمل على رفع شأن بلادها، حتى ولو بالتجسس والتقصي والبحث والتحليل. لأننا نعيش زمان الغاب لابد فيه من صياد وفريسة وقوي وضعيف وماكر وممكور به، ولعدم استعدادنا لدخول اللعبة تركنا لكم الملعب تحرزون أهدافكم أنى شئتم، وتفرغنا لمشاهدة مهاراتكم وحيلكم.
لدينا اليوم "ويكليكس" لكنه لا ينفع في هذا المكان، ولا هذا الزمان، لأنه كما يقول المصريون "ينفخ في إربه مخرومة" أسمع لو نادى حيا، أما (ويكليكسكم) فقد باء بغضب منكم لأنه ربما أسمع من في غفوته منا، ليس لقوة تأثيره عن صاحبنا، لكن لأنه من بني جلدتكم، يفضح مخططاتكم ويعري دبلوماسيتكم. ونحن ننتظر لعلنا نغير من سياساتنا، فحبذا لو يظهر العديد من (الويكليكسيون) أتباعكم فلربما ينقلب السحر على الساحر.
(نشأت النادي 14-12-2010م.)