إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

ثورة الاتصالات وثروة الشباب

حدث جلل هز عرش مصر فحرك الساكن وسكن المتحرك، وأعاد للشعب الأبي وشبابه الذكي الأمل في حياة كريمة، لطالما كان يحلم بها منذ عقود.
ثورة ما كان لها أن تكون ولا أن يكتب الله لها هذا الوهج إلا بفضل الاتصالات الحديثة، التي أحدثت الترابط بين الشباب من خلال الشبكة العنكبوتية الدولية، التي أشعلت روح الحماسة وجمعت العديد من العقول المتفتحة التي استخدمت هذه التقنية وفعلتها لخدمة قضيتها.
يقول أحد الإعلاميين المصريين وهو مفكر سياسي محنك أن رئيس حكومة الاتصالات والبوابات الالكترونية، ومؤسس القرية الذكية، الذي أسس لثورة الاتصالات في مصر منذ أن كان وزيراً لها، أطيح به وبحكومته عن طريق هذه الاتصالات، فكان ما أسس له هو ما أطاح به، وهذه من مفارقات الثورة العظيمة.
الاتصالات العالمية الآن هي سلاح قوي في يد مستخدميها، فشباب مصر بذكائه وقدراته استخدم موقع "الفيس بوك" للنداء لهذه الثورة، وخاطب العالم عبر مواقع الانترنت وعبر القنوات الفضائية من ميدان التحرير، وتم تصوير وتوثيق الأحداث عبر الكاميرات الفوتوغرافية وكاميرات الفيديو، وتم رفعها لحظياً على شبكة المعلومات الدولية ليتفاعل معها الشعب المصري ويتفاعل معه العالم أجمع،  فتسارعت الأحداث وتفاعل الناس بفضل نقل  هذه الاتصالات لخبايا وخفايا ما حدث من تجاوزات من جهاز الشرطة ضد المتظاهرين، وكل المفاجئات والمناشدات والمناوشات كانت على الهواء مباشرة بفضل الاتصالات الحديثة.
على الجانب الآخر، هناك عقول كثيرة متفتحة ومتنورة ومدركة جيدا لما لديها من طاقات، وما تمتلكه من إمكانات، وعندما تتفاعل هذه العقول وتتناغم مع بعضها البعض في ترابط اتصالي، يشع من بين ثناياها النور، وتفرز الإبداع كنتاج فكري وحضاري، وهذا ما يمتلكه هذا الشباب الواعي الذي يمثل ثروة بشرية لحبيبتنا مصر كان ينبغي استثمار هذه العقول وهذه الثروة البشرية في تقدم هذه البلد لا أن يكون عبأً عليها يعد ضمن أرقام البطالة فيها.
تحية لشباب مصر الواعي الذكي الذي سخر ما لديه من إمكانات وما للشبكة المعلوماتية من اتصالات ومميزات، فغير لنا بها وجه التاريخ وأعاد لنا عزا ومجدا بتسخيره لهذه الاتصالات، فحقاً هذه هي ثورة اتصالات وهذه ثروة مصر من الشباب، ورحم الله شهداء هذه الثورة الذين ضحوا بدمائهم من أجل كرامتنا ومجد أمتنا.