إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

استثمر قدراتك

استثمر قدراتك
خلق الله الناس متساوين في القدرات لأنهم خلقوا من أصل واحد هو نسل أبيهم آدم (عليه السلام) الذي خلق من طين، لذلك تعددت القدرات والإنسان واحد، ورغم أن الله جعلنا بقدرته شعوبا وقبائل وأمم مختلفين في الألوان والألسن، إلا أن من عدله أن جعلنا متساوين في القدرات فمن يمتلك قدرة المشي على الحبل في قاعة السيرك قد لا يشخص مرضا يشتكي منه أحد المرضى، ومن يعكف على اختراع آله ميكانيكية قدر لا يبرع في علوم الأدب والشعر أو في علوم الفلسفة، ومن يحترف علوم الطيران ويتحمل الضغط المرتفع والطيران عكس الجاذبية قد لا يكون له صلة بما في قاع البحار أو ليست له القدرة على الغطس مثلا، ومن يمتلك عضلات مفتولة وقوية قد لا يمتلك فكرا خارقا أو تخطيطا استراتيجيا، وهكذا قس على ذلك كل ما تتخيله من قدرات فقد تجدها مقسمة بقدرة الخالق بين البشر بحسبان.
عندما نختبر قدرات الناس أو نقيسها نجدها كلها مقسمة بينهم بالتساوي، فمن يمتلك مزية يتميز بها عن غيره تجد غيره يمتلك مزية أخرى لا تجدها فيه، لذلك فمجموع القدرات والميزات والسمات التي وهبها الله لفرد تجدها تساوي مجموع قدرات وميزات وسمات أي فرد آخر خلقه الله، وإن اختلفت أشكال وأنواع تلك القدرات، يستثنى من ذلك الأنبياء والرسل الذين اختصهم الله ببعض معجزاته لتبيلغ رسالاته بين الأمم.
إن الأمم لا ترقى ولا تتقدم إلا باستثمار قدرات أبنائها، لذا فتنمية المهارات واكتشاف القدرات والاستثمار في الإنسان هو دأب الدول المتقدمة والمجتمعات الراقية في هذا الزمان.
إن عدم التكاسل وعدم الاستهتار بما يمتلكه الفرد في مجتمعه هو مؤشر واضح يبين مدى تقدم الأمم والمجتمعات ومدى قيمة الفرد واحترامه داخل مجتمعه، لذلك ابحث في ذاتك ، ونقب داخل نفسك وفتش عن قدرات ومهارات قد لا تكون استخدمتها من قبل أو قد يحتاجها مجتمعك في الفترة القادمة والتي نحتاج فيها كمجتمع مصري لكل المهارات والقدرات والطاقات التي من شأنها الارتقاء ببلدنا في نهضتها البكر وفي عصرها الجديد.